ذكرت صحيفة "يو إس توداي" الأمريكية أن السبب وراء الهجوم الشرس الذي شنه أعضاء الحزب الجمهوري على السيناتور الجمهوري السابق تشاك هاجل - المرشح من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتولي حقيبة الدفاع - يعود إلى عدم امتثاله لأجندة الحزب ، وفق معاييرهم، وليس لعدم كفاءته. وأوضحت الصحيفة فى مقالها الافتتاحي اليوم /الخميس/ - أن معارضة الجمهوريين لتولي هاجل هذا المنصب تكشف الكثير عن كواليس عالم السياسة الأمريكي ، فالأمر لا يتعلق بكونه غير مؤهل لمتطلبات هذا المنصب ، وقبل كل شىء يظل من المحاربين القدامى وعضو سابق في مجلس الشيوخ عن ولاية نبراسكا وخبير في شئون وقضايا الأمن القومي. ولفتت الصحيفة إلى أن منتقدي هاجل يعتبرونه رجلا غير حزبي بالقدر الكافي ولا يعد داعما قويا لإسرائيل ، كما لا يوصف بالحزم في مواقفه حول برنامج إيران النووي، كما إنه ليس متشبثا بالحفاظ على الميزانية (الضخمة)التي تحظى بها المؤسسة العسكرية. وأردفت الصحيفة تقول :"لقد أهان هياجل الجمهوريين برفضه تأييد مرشحهم السابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008 جون ماكين وبمساعدته لغريمه الديمقراطي حينذاك باراك أوباما في تقديم أوراق اعتماده على صعيد السياسة الخارجية بعد أن اصطحبه في رحلة خارج البلاد خلال حملته الانتخابية". وفيما يتعلق بإسرائيل ، فقد دفع هاجل بنهج اعتبر "أكثر عدلا ومساواة" في معالجة الصراعات الفلسطينية -الإسرائيلية شاركه فيه جميع حلفاء الولاياتالمتحدة. وأضافت صحيفة "يو إس توداي" الأمريكية أن "هاجل" رفض التوقيع على بيانات تدعم الموقف الإسرائيلي من انتفاضة الفلسطينيين الثانية عام 2000 وتدعو الأممالمتحدة إلى إدراج جماعة حزب الله اللبناني على قوائم المنظمات الإرهابية..وحث إدارة الرئيس أوباما عام 2009 ، على بدء محادثات مع حركة المقاومة الفلسطينية(حماس). واعتبرت الصحيفة أن مثل هذه المواقف ربما تكون محل تساؤل لكنها من الصعب أن تنزع عن هاجل أهليته وكفاءته لتولي منصب وزير الدفاع، موضحة أنه في الوقت الذي من المفترض أن تحافظ واشنطن على دعمها الثابت لاسرائيل، فانه ليس بالضرورة أن نتبني موقف الحكومة الاسرائيلية في كل شاردة وورادة، وإن حدث هذا، فمن شأنه تقويض قدرة الولاياتالمتحدة على تقديم نفسها كوسيط أمين لإرساء السلام في منطقة الشرق الأوسط. واستطردت الصحيفة بالقول "أما عن الشأن الإيراني، فإن اللغط المثار حول موقف هاجل يستند إلى إصراره على سحب خيار الضربة العسكرية من الطاولة وهو الرأي الذي عدل عنه مؤخرا، داعيا أوباما إلى جعله الخيار أو الملاذ الأخير. واستنكرت الصحيفة الإنتقادات الموجهة لهاجل في هذا الشأن، قائلة "إنه تم إساءة فهمه عن عمد، مشيرة إلى أن الرئيس وليس وزير دفاعه هو من يضع السياسات الخارجية كما أن أوباما سبق وأن تعهد بمنع إيران من إمتلاك أسلحة نووية"