شهد التحالف الوطني من أجل الاصلاح والتغيير أول حالة انقسام خلال المؤتمر التأسيسي الذي عقد مساء أمس الخميس بنقابة الصحفيين ، حيث قررت الحملة الشعبية من أجل التغيير " والتي تضم أعضاء من الحزب الشيوعي المصري وحزب التجمع اليساري الانسحاب من التحالف احتجاجا على مشروع النظام الاساسي الذي وزع في جلسات المؤتمر، وتسبب ذلك في حدوث انقسام بين فصائل اليسار المصري حيث رفض مركز الدراسات الاشتراكية" الاشتراكيون الثوريون " الانسحاب من التحالف تضامنا مع الحملة الشعبية الشيوعية . وكان صلاح عدلي ممثل الحملة والحزب الشيوعي قد فاجأ الجميع خلال كلمته في المؤتمر بعدم الانضمام للتحالف لوجود ملاحظات على الورقة التأسيسية وتجاهلها أراء ممثلي الحملة خلال ورش العمل قبل المؤتمر ، وطالب بتشكيل ائتلاف وطني من أجل التغيير الديمقراطي وليس تحالفا بين قوى سياسية مختلفة البرامج . "المصريون" اقتربت من أطراف الصراع وتمكنت من كشف أسرار الخلاف ، حيث صرح د.مجدي عبدالحميد منسق الحملة الشعبية من أجل التغيير أن الورقة التأسيسية التي وزعها الإخوان في المؤتمر ليست هي الصيغة المتفق عليها في نهاية ورش العمل قبل المؤتمر التأسيسي ،وتضمنت تقسيمات للتحالف لم يتم الاتفاق عليها خلال المناقشات التمهيدية وقال منتقدا الاخوان : هكذا الاخوان دائما يقولون شيئا ويفعلون شيئا اخر ، واضاف : لقد جربناهم من قبل في لجان دعم الانتفاضة ، وتاكدنا أن الاخوان لا ينفع معهم أي تحالف..!!" وقال المهندس عادل المشد ممثل الحملة في الورش التحضيرية للتحالف : كنت عضوا في لجنة الصياغة للبيان التاسيسي واتفقنا علي بيان احتوى على قضايا فوجئنا بعدم وجودها في البيان الذي وزع في المؤتمر مثل حرية الاديان والفكر والاعتقاد .واضاف بان حزب التجمع والحزب الشيوعي كانا اكثر فصاحة عندما قاطعوا جلسات التحالف منذ البداية فالاخوان لم يتغيروا ويكذبون على الاخرين. واشار الى اعتراض الحملة الشعبية على مصطلح التحالف لانه لا ينفع مع الاخوان ولكن يمكن عمل ائتلاف مع الاخرين ، من خلال دعوة كل القوى الوطنية والحزبية والسياسية لتشكيل لجنة تحضيرية تتشاور ثم تدعو الى مؤتمر اشمل يتناول القضايا التي تجاهلها الاخوان مثل : تعديل كل الدستور والموقف من انتخابات الرئاسة والطواريء وقانون استقلال السلطة القضائية وحرية الصحافة والاحزاب وحريةالفكر و الاعتقاد . وفي دلالة واضحة على الانقسام في صفوف اليساريين ، صرح سامح نجيب" من مركز الدراسات الاشتراكية" استمرار الاشتراكيين الثوريين في التحالف الوطني من اجل الاصلاح والتغيير برغم انسحاب الحملة الشعبية من اجل التغيير من التحالف . ووصف اعتراضات الحملة على البيان التاسيسي بانها اعتراضات واهية وشكلية، نتيجة سؤ التقدير والتسرع ، وكان يمكن لاعضاء الحزب الشيوعي في الحملة تجاوزها ، وقال نجيب : ولكن يبدو ان ممثلي الحملة الشعبية تاثروا بموقف حزب التجمع" الاب الروحي للحملة الشعبية " الرافض لعقد اي تحالف مع الاخوان ، واضاف بانهم يخشون من الذوبان في الجماعة لان الاخوان جماعة كبيرة وذات شعبية واسعة . واشار الى ان الخلاف في البرامج امرطبيعي ولكن قضية اليوم الملحة هي الحرية وهي نقطة الاتفاق حاليا بين كل التيارات السياسية الاسلامية والشيوعية والليبرالية واوضح ان الاخوان غيروا من خطابهم السياسي فلم يتحدثوا في البيان التاسيسي عن الشريعة الاسلامية بل تحدثوا عن الحرية وهذا تطور مهم يطمئن الفصائل السياسية الاخرى. من جانبه علق المهندس علي عبدالفتاح منسق التحالف الوطني من اجل الاصلاح والتغيير على انسحاب الحملة الشعبية قائلا ل " المصريون ": اعتراضات ممثلوا الحملة الشعبية على مشروع النظام الاساسي هي اعتراضات شكلية ،و نحن نرحب باي فصيل سياسي جديد ينضم للتحالف ، وللاخرين حرية البقاء او الانسحاب منه ،واضاف بان النظام الاساسي المقترح بتشكيل اللجان والهيئة التاسيسيةوالامانة العامة ولجان العمل السياسيةوالتشريعية والاعلامية هو مجرد مشروع مطروح للنقاش على المؤتمر التأسيسي ولن يفرض على احد .