انتشرت في الآونة الأخيرة، مصطلحات بطريقة ممنهجة ومقصودة عن طريق الإعلام، وبعض المناهضين للإخوان المسلمين.. وبدأ البعض يكررها خلفهم بلا فهم أو دراية للمقصد والمعنى.. فأصبحوا بذلك يلصقون بأنفسهم ما يعيبون به شباب الإخوان.. أقول لهم حنانيكم، تعالوا إلي كلمة سواء. في البداية أحب أن أوضح للقارئ أن الطاعة عند الإخوان المسلمين هي ركن أصيل من أركان البيعة، والتي يبايع عليها الإخوان العاملون، بعد أن يجتازوا مراحل متتالية من التربية والتعليم والفهم. وإذا بحثنا في رسائل الإمام الشهيد حسن البنا سنجد أن أركان البيعة هذه قد جمعتها رسالة التعاليم والتي اختص بها حسن البنا رحمه الله فئة من الإخوان المسلمين، وليس عموم الإخوان، حيث إن دعوة الإخوان المسلمين بمثابة مدرسة تربوية، يمر فيها الأخ بعدة مستويات تربوية حتى يصل إلى المستوى المُخاطب هنا في رسالة التعاليم، لذا تجد البنا رحمه الله يفتتح الرسالة بقوله: فهذه رسالتي إلى الإخوان المجاهدين (أي العاملين) من الإخوان المسلمين، الذين آمنوا بسمو دعوتهم وقدسية فكرتهم، وعزموا صادقين على أن يعيشوا بها، أو يموتوا في سبيلها، إلى هؤلاء الإخوان (فقط) أوجه هذه الكلمات، وهي ليست دروسًا تحفظ، ولكنها تعليمات (تنفذ).. وينهي مقدمة الرسالة بقوله: أما غير هؤلاء فلهم دروس ومحاضرات، وكتب ومقالات وإدارات، ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات، وكلا وعد الله الحسني.. من يعلم هذا ويفهمه جيدًا يعلم أنه ليس كل من ينتمي إلى الإخوان مطالب بركن الطاعة، ولكن يحدث على سبيل التربية والتمرين، والاختبار، وإن سقط البعض من غير المخاطبين في رسالة التعاليم في ركن الطاعة، لا يُلام على ذلك، ولكن يوجّه وفقط. أما الفئة المخاطبة بالطاعة تعتبر هي الصف الأول للجماعة، وهي عصبها وقوتها، بل هي التنظيم نفسه، والمعروف عُرفًا وشرعًا وبداهة، أنه لا تنظيم بدون قائد يأمر، وجند يطيع، ولكن الفارق عندنا هو أن الطاعة مبصرة، وتحكمها القاعدة الشرعية (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).. ويقول حسن البنا رحمه الله في ركن الطاعة: وأريد بالطاعة، امتثال الأمر وإنفاذه توًا، في العسر، واليسر، والمنشط، والمكره. انتهي كلامه رحمه الله.. وهذا الأمر ليس بغريب على ديننا، فقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة. ولا إمارة إلا بطاعة - قول الماوردي في الأحكام السلطانية. وجماعة الإخوان المسلمين هي مؤسسة، لها ضوابطها، وقوانينها، ولوائحها التي تنظم العمل بداخلها، وهذه اللوائح تُطبق على الأفراد المخاطبين برسالة التعاليم، والذين بايعوا على الأركان العشرة ومنها ركن الطاعة.. وهذا الأمر موجود في كل المؤسسات الناجحة، ولا تُلام أي مؤسسة على تطبيق لوائحها على غير المنضبطين بها.. وهو ما يعرف لدى الأحزاب ب(الالتزام الحزبي).. وقد شاهدنا في الفترة الأخيرة على سبيل المثال لا الحصر، أحد الأحزاب يفصل بعض أعضائه في انتخابات الإعادة 2010 لأنه لم يلتزم بقرارات الحزب، كما رأينا استقالة عدد من أعضاء الجمعية التأسيسية لوضع الدستور التزامًا منهم بموقف الحزب أو الجهة التي ينتمون إليها، فلماذا إذا قامت الجماعة بتطبيق نفس المبدأ الحزبي يطلق عليها أنها إقصائية؟؟!! وعلي أفرادها المنضبطين بقراراتها خرفانًا؟؟! وقرارات الإخوان التي يجب على الصف الالتزام بها، لا تصدر عن شخص بعينه، ولكن تصدر عن الشورى، وبالتالي ما يصدر عن الشورى لابد أن يلتزم به الجميع حتى وإن خالف هواه، و قناعته.. بل ويعمل على إنجاحه، والدعاية له بكل حماسة وجد ونشاط.. وهذا الأمر ربما يكون مستغربًا عند البعض من خارج الصف، لكن يفعله أفراد الإخوان بداهة، لأنهم يرجون منه الأجر والثواب من الله. فلو كان لقب الخرفان يُطلق على كل من يؤمن بالالتزام الحزبي، وما يصدر عن الشورى، إذن فنعم الخرفان هي.. وإذا كان يقصد بالقطعان هي روعة الانتظام في الانقياد للقائد والسير في الوجهة التي يحددها على بصيرة وعلم فنعم القطيع إذن.. ولكنها الثقة والإخوة.. والحب. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]