قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى رسلته الإسبوعيه إن "الإنتاج والعمل هو شعار المرحلة، وعدم التوقف عن البناء لحظة هو جوهر المرحلة، وهذا هو النوع العملي لمعنى الشكر , فروح الشكر في المزيد من العمل " . و أضاف بديع الصبر على تكاليف العمل، ودفع ضريبة البذل والعطاء، وعدم استعجال الثمار، والسير بخطوات متدرجة، فالصبر والشكر يسيران معًا، ولا يكتمل أحدهما إلا بالآخر، فالصبر يحتاج إلى شكر عليه ليكمل، والشكر يحتاج إلى صبر عليه ليستوجب المزيد مشيرا إلى أن الصبر واجبًا عند البلاء والمحنة، فالصبر عند الرخاء والمنحة هو عين الشكر وسعي الشاكرين؛ لذلك كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الجامع المانع "اللهم اجعلني لك صبَّارًا، لك شكَّارًا، لك ذكَّارًا، واجعلني إليك أوَّاهًا منيبًا". كما أشار إلى أنه منذ ثورة الشعب المصري ونعم الله تعالى تَتْرى على مصرنا الحبيبة، تخرجها من كل غبراء مظلمة، وتدفع عنها كل بلاء، وتكشف بآياته الناصعات مكر الماكرين، وتظهر بالبراهين الواضحات كيد الكائدين؛ لتضع مصر اليوم قدميها بخطى واثقة ثابتة، على أول طريق الاستقرار والبناء والإنتاج، وتعود إلى ريادتها للأمة، وقيادتها لحرية الشعوب، وتتبوَّأ مكانتها على مستوى العالم أجمع، مما أوجب على الصادقين الشرفاء أن يتَّجهوا إلى الله تعالى شاكرين لنعمائه كما أكد بديع على أنه لا ملجأ ولا منجى لأبناء الأمة وحملة الرسالة، إلا بالتوجه الصادق لله تعالى، حتى نحافظ على نعمائه، وهذا خير ما يقتنيه العقلاء؛ لأنه أغلى وأعز من كل كنوز الدنيا، ففي الحديث عن ثوبان وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حين نزل قول الله في الكنوز، سأله عمر: أي المال نتخذ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "ليتخذ أحدكم لسانًا ذاكرًا وقلبًا شاكرًا" رواه أحمد، واللسان الذاكر يشمل في هذا الزمان الإعلام الهادف الذي ينشر الأمل، ويبثّ التفاؤل، ويغرس في الأمة روح العطاء والبذل والعمل، والقلب الشاكر هو فؤاد الأمة ووجدانها الذي يعرف بأن النعم من المنعم لا غير، فيزداد لله شكرًا وتفضلا وإنعامًا. و أختتم بديع رسالته بالدعاء قائلاً : " نسأل الله تعالى لأمتنا نصرًا قريبًا، ولمصرنا الحبيبة أمنًا واستقرارًا، وأن يُوحِّد القلوب على حمده، ويوفِّق الألسنة بشكره، ويرزقنا جميعًا العمل الصالح الذي يحقق رضا رب العباد، وأن يجمعنا على مفتاح كلام أهل الجنة في قوله تعالى (وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ) (يونس: 10). "