علمت المصريون من مصادرها أن حالة من القلق الكبير انتشرت في أوساط قيادة لجنة السياسات مؤخرا ، بعد تنامي الأصوات المعارضة للتوريث ، والمعارضة أيضا لإعادة انتخاب الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، والتي ينظر إليها قطاع كبير من الرأي العام على أنها مجرد تمهيد وفترة انتقالية ريثما يتم ترتيب ملف التوريث على نار هادئة ، حالة القلق عكست نفسها على عدد من اللقاءات المكثفة التي دعا إليها السيد جمال مبارك رئيس لجنة السياسات مع نخب من الكتاب والصحفيين المقربين وحضرها مجموعة من الوزراء المحسوبين على لجنة السياسات ، وآخر هذه اللقاءات تم قبل يومين في القرية الذكية بمدينة 6 أكتوبر ، وهو لقاء حضره جمال مبارك ورئيس الوزراء أحمد نظيف وبعض الوزراء الذين ينتمون إلى لجنة السياسات والمعروفون برجال جمال مبارك ، إضافة إلى عدد من الصحفيين والكتاب المقربين من لجنة السياسات والذين قرر جمال مبارك الاستعانة بهم في المرحلة المقبلة لقيادة خطط المواجهة مع المعارضة المتنامية ، وخاصة التحدي الذي تمثله حركة كفاية وعدد من الأحزاب الأخرى ، وقد شارك في الاجتماع من الصحفيين عادل حمودة رئيس تحرير صحيفة الفجر وعبد الله كمال رئيس تحرير مجلة روزاليوسف وكرم جبر رئيس مجلس الإدارة بها ، وعدد آخر من الصحفيين بالصحف القومية ، كما حضر اللقاء من الإعلاميين عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار في التليفزيون المصري ، اللقاء الأخير ركز على أهمية وضع خطة وتصور لإدارة المواجهة مع الصحف المعارضة والمستقلة التي تنامت فيها موجة الانتقاد الحادة للنفوذ المتزايد للجنة السياسات ورئيسها وأيضا لمجمل السياسات الرسمية ، وبشكل خاص كيفية الاستعانة برموز ثقافية وفكرية لها حضور في الرأي العام من أجل صياغة خطاب سياسي وفكري مضاد ، وأيضا لتفكيك خطاب المعارضة وإفراغه من مضمونه ، مصادر المصريون التي تابعت الحدث قالت أن الأجواء الحماسية والجادة التي هيمنت على اللقاء كانت تشبه مجلس حرب أكثر منها لقاءا فكريا ، وأضافت : من المنتظر أن تظهر نتائج هذه اللقاءات قريبا جدا على صفحات العديد من الصحف والسياسة الإخبارية الجديدة في التليفزيون المصري .