قال الدكتور طارق بن موسى الزدجالى، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية، إن قطاع الثروة الحيوانية في الوطن العربي يواجه تحديات عديدة، تتطلب المزيد من التنسيق العربي لمواجهتها والعمل على حلها. وأشار الزدجالي فى كلمته أمام اللقاء الدورى الأول لمسئولى وخبراء البحوث ونقل التقانة فى مجال الإنتاج الحيوانى المنعقد حاليًا فى ليبيا إلى أن أهم هذه التحديات هو زيادة الطلب على المنتجات الحيوانية بمعدلات نمو تفوق معدلات نمو الإنتاج الحيواني بكثير، بالإضافة إلى الاعتماد الكلي في البلدان ذات الثقل الحيواني على القطاع التقليدي في التربية والإنتاج والتسويق وهو ذو اقتصاد معيشي هش يهتم بالكم دون الكيف ويتعرض إلى مخاطر بيئية وطبيعية متعددة. وأضاف، أن الموارد الحيوانية الكبيرة التى تزخر بها الوطن العربي بحاجة إلى تعزيز التعاون وتنسيق الجهود العربية بغية تقليص الفجوة الغذائية في المنتجات الحيوانية، ومن هذا المنطلق تولى المنظمة العربية للتنمية الزراعية اهتمامًا كبيرًا لهذا الشأن، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يأتى في إطار الجهود الرامية إلى التعزيز والتنسيق العربي لبلورة استراتيجية عربية مستدامة للثروة الحيوانية. وأكد الزدجالي أن قطاع الثروة الحيوانية يحتل مكاناً بارزاً في القطاع الزراعي من خلال الصادرات والواردات للمنتجات الحيوانية ويساهم هذا القطاع في اقتصاديات العديد من دول الوطن العربي، إذ تقدر مساهمته في بعض الدول بحوالي 20% من الدخل القومي ويوفر عائداً جيداً من العملات الصعبة بتصديرها أو تصدير منتجاتها، كما يساهم في الأمن الغذائي، بالإضافة إلى مساهمة القطاع في الحد من الفقر بتوفير فرص العمل ووسائل كسب العيش، فضلا عند دورها في الصناعات التحويلية مثل الجلود والصناعات الغذائية، هذا ومن ناحية أخرى فإنها تعتبر أماناً من الفقر في المجتمعات التقليدية. وتطرق إلى أنه على الرغم مما يتميز به الوطن العربي من ثروة حيوانية هائلة يصل تعدادها إلى نحو (382.09) مليون رأس إلا أنها تعاني من نقص في منتجاتها، وذلك لضعف القدرات الإنتاجية في قطاع الثروة الحيوانية، الذي يعتمد بصفة أساسية على النظام الرعوي التقليدي للإنتاج ونظم تربية الحيوان. وأوضح أن تطور قطاع الثروة الحيوانية في المنطقة العربية يعترضه العديد من المعوقات البيئية والفنية والاقتصادية، والتسويقية، كما أن هناك عوامل أخرى عديدة تساهم في انخفاض إنتاجية الوحدة الحيوانية من الألبان واللحوم مثل: النقص الكمي والنوعي في موارد العلف وضعف التراكيب الوراثية، وانتشار الأمراض الوبائية المستوطنة والوافدة، مما يؤثر على الإنتاج بشكل مباشر وغير مباشر.