المستقيلون: فضلنا الخروج بهدوء.. وقيادات الحزب: لن نتأثر بغيابهم تقدم 150 قياديًا بحزب النور السلفي باستقالاتهم إلى الهيئة العليا للحزب، عقب اجتماع لهم بمقر الحزب بالمعادي، وأعرب المستقيلون عن تقديرهم لحزب النور ولكنهم فضلوا الخروج بهدوء ودون إحداث تصدعات داخل أروقة الحزب، ومفضلين تشكيل حزب جديد. فيما استقبل الحزب وهيئته العليا الاستقالات بترحاب معلنين أن حزب النور سيكون أوقى ولن تؤثر فيه الاستقالات مستشهدين بحزب مصر القوية الذي تم تشكيله من منشقى الإخوان المسلمين وحزبهم السياسي، ورغم ذلك لم يتهاوَ حزب الحرية والعدالة بل ازداد قوة. وأكد المستقيلون أن حزبهم الجديد سوف يتم الإعلان عنه قريبًا وسيحمل نفس رؤى ومنطلقات حزب النور مع الاختلاف البسيط في أسلوب الإدارة والسياسية العامة وهو ما كان محل الخلاف مع حزب النور. وفي السياق نفسه، لم يعلن الدكتور عماد عبد الغفور عن موقفه النهائي حتى الآن مفضلا دراسة الأمر مع الهيئة العليا للحزب، وقال الدكتور محمد نور المتحدث السابق لحزب النور إن الاستقالات التى تم تقديمها لا تنال من قدر وقيمة حزب النور، ولكنها فقط تعبر عن اختلافات في الرؤى وطريقة الإدارة، مؤكدًا أن الحزب الجديد الذي بصدد تشكيله سوف ينطلق من نفس رؤى ومنطلقات حزب النور، بالإضافة إلى اختلاف في طريقة الإدارة والرؤية السياسية. وأشار إلى أن الدكتور عماد عبد الغفور سوف يعلن عن موقفه قريبًا، مفضلا دراسة الأمر مع الهيئة العليا للحزب، مشددًا على أنهم فضلوا الخروج بهدوء دون حدوث أي مصادمات أو تلاسن بين أبناء الحزب، مؤكدًا أن خروجهم من حزب النور ليس معناه انفصالهم عن كيان الدعوة السلفية، بل إن الجميع ينتمي إلى التيار السلفي ومنخرط في دعوته. وقال الدكتور يسرى حماد المتحدث الرسمي لحزب النور سابقًا، إن خروج عدد من قيادات وأنباء حزب النور لتشكيل حزب جديد لا يضير حزب النور في شيء، متمنيًا له مزيدًا من التقدم لأن جميع أبناء الحركة الإسلامية في مركب واحدة والكل ينطلق من نفس الهدف والمبادئ مع اختلاف في الرؤى وطريق العمل، وهو ما لا يؤثر في ترابط الجميع في شيء. وأشار حماد إلى أن التيار الإسلامي جميعًا كان مجتمعًا على هدف واحد مع اختلاف رؤاهم، خلال الفترة الأخيرة ولم يَحدث تصدع بينهم، وهو ما يؤكد أن تشكيل حزب جديد لا يضر بأى من الأحزاب الموجودة بل يقويها. ومن جانبه، قال هانى صقر عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب النور، وعضو جبهة الإصلاح في الحزب، والمنشق مؤخرًا، إن الحزب الجديد الذي بصدد إعلانه جبهة الإصلاح ومنشقو حزب النور سوف يحمل نفس رؤية ومنطلقات حزب النور، ولكن مع اختلاف الرؤية السياسية والإدارية البسيطة والتي كانت تمثل نقطة خلاف مع قيادات الحزب الحالي. وأشار"صقر" إلى أن تشكيل الحزب الجديد لا يقلل بأي شكل من الأشكال من قيمة وقدر حزب النور، ولا يُحمّل أحداً من القيادات المنشقة أي عداء أو حقد شخصي لقيادات حزب النور ولكن الخلاف يأتي في إطار طريقة إدارة الحزب وسياساته فقط، وستبقى المودة والأخوة هي حبل الوصل بيننا، فالأصل أننا جميعًا من منبع واحد وهو الدعوة السلفية. وعلى الجانب الآخر، قال الدكتور يونس مخيون عضو الهيئة العليا للحزب إن الاستقالات التي تم التقدم بها أمس طبيعية وتحدث في كل الأحزاب ضاربًا مثالا بحزب مصر القوية الذي تم تشكيله من حزب الحرية والعدالة، لم يؤثر في قوة الأخير بل زاده قوة. وأشار مخيون إلى أن حزب النور سوف يزداد قوة ويبدأ من جديد في ترتيب البيت من الداخل مع كامل الاحترام للسادة المستقيلين، مشددًا على أن الحزب لا يمر بأزمة طاحنة كم يصور البعض ولكنها كأى كيان كبير يمر بمرحلة تنقية أجواء وإعادة تأهيل فقط. وقال شريف طه أمين حزب النور بالدقهلية إن كثيراً ما تبدأ بعض الكيانات مستوعبة أعداداً غفيرة نتيجة لعدم وضوح الرؤية عند كثير من الداخلين، واقتناعهم بعموميات تحتاج لكثير من التفاصيل التي قد تكون محل خلاف، وفي سيرها تمر هذه الكيانات بمحطات فكرية وعملية لا تكفي فيها الرؤية الإجمالية التي كانت محل توافق، فيظهر الخلاف. وأشار أمين إلى أن انفصال هذه الأجزاء التي لم تنسجم فكريًا ولا إدارياً مع الكيان ليس ضاراً وليس نقصاً من حجم الكيان بقدر ما قد يكون سببًا في حيويته كالجسم المترهل الذي يتخلص من ترهلاته ودهونه. وتابع: "الفجر في الخصومة من صفات المنافقين، فالحذر الحذر من هذه الصفات، والمرحلة لا تحتمل هذا النوع من المعارك الكلامية بين أبناء التيار الإسلامي، فالكل يسعى لما فيه خدمة الدين من وجهة نظره". وأكد أن التيار السلفي واسع ومتنوع ويصعب على جماعة واحدة أن تستوعب كل أفراده، وهذا متفهم ومقبول، ولا ينبغي أن يثير إزعاجًا للبعض.