نشرت الصحف العربية منذ يومين تصريحات مثيرة لمدير استخبارات الجيش اللبناني السابق تتعلق بإفادته أمام لجنة التحقيق الدولية في واقعة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، من أهم ما ورد في شهادة الرجل أن عملية تسريب شريط الفيديو الخاص بالشاب أحمد أبو عدس الإسلامي اللبناني ذو اللحية الكثيفة الذي ظهر فيه وهو يؤكد أنه قام باغتيال الحريري لارتباطه بالمملكة السعودية ، وكلام سخيف ساذج آخر ورد في الشريط ، قال مدير استخبارات الجيش اللبناني أن أحمد أبو عدس تم اعتقاله وتسجيل الشريط معه ثم تم قتله ، ومن المرجح أن " القتلة الحقيقيين " وضعوا جثته في الشاحنة التي فجرت موكب الحريري لكي يتم إغلاق ملف القضية على أبو عدس المسكين عندما يعثروا على بقايا جثته بوصفه صاحب العملية الانتحارية ، هذا الكلام المروع يذكرنا أيضا بشهادة أحد ضباط القوات الخاصة الجزائرية الذي نجح في الهرب إلى فرنسا ، ونشر كتابا مروعا تحت عنوان " من قتل في بني طلحة " وبني طلحة قرية شهيرة بالجزائر وقعت فيها عملية قتل جماعي وحشية ضد المواطنين العزل الأبرياء ، ونسبت قوات الأمن الواقعة يومها للجماعات الإسلامية المسلحة وتبارت الصحف في الهجوم على الجماعات الوحشية التي قامت بهذا العمل الجبان ، الضابط الجزائري الذي اعترف بأنه كان ضمن كتيبة الجيش التي هاجمت بني طلحة اعترف بأن الضباط والجنود ركبوا لحى صناعية وبعضهم لبس الجلباب الأبيض بأوامر من قادتهم لكي يوهموا الأهالي بأنهم من الجماعات الدينية ، وقاموا بقتل الأطفال والنساء والكبار والصغار ، لم يتركوا نفسا بشرية إلا ذبحوها ومثلوا ببعض الجثث على خلفية أن هذه القرية كانت معروفة بولائها للجبهة الإسلامية للإنقاذ ، وقد أثار الكتاب ضجة كبرى طالب على إثرها بعض المنظمات الحقوقية الأوربية بمحاكمة رئيس الأركان والقيادات المتهمة ، وفي مصر عندما أطلق وزير الداخلية الأسبق زكي بدر صيحته الشهيرة " الضرب في سويداء القلب " وقعت مذابح مروعة في صعيد مصر ، راح ضحيتها المئات من الشباب ، وذكرت منظمات حقوقية وقتها أن بعض الشباب تم اعتقالهم في منازلهم وجرى التحقيق معهم في معسكرات للأمن أو مراكز أمنية ثم تم قتلهم بأعصاب باردة وحملت الجثث إلى بعض مزارع القصب حيث استدعيت النيابة لمعاينة " موقع الاشتباك " بين المجموعة الإرهابية وبين قوات الأمن ، وأعتقد أن المستقبل القريب سيحمل لنا المزيد من قصص الرعب العربية التي سيسجلها التاريخ في أسود صفحاته ، وفي كل زمان وفي كل مكان ، عندما تغيب ظلال القانون ، وعندما يهمش سيف العدالة ، وتستأسد أجهزة القمع ، وتغيب بوصلة الوعي لدى المثقفين بالخطر الحقيقي على الوطن وناسه ، فإن الخيط الرفيع بين سيف الدولة وسيف الإرهاب يصبح بلا معنى يجليه ، وبلا أخلاق تدعمه . [email protected]