اشترك العقيد أديب الشيشكلى (مواليد 1909 بحماة) مع حسنى الزعيم فى الانقلاب الأول الذى وقع فى 30 مارس 1949، لكنهما اختلفا فأخرجه الزعيم من الخدمة، ولم يلبث أن عاد قائدًا للواء الأول فى عهد سامى الحناوى، واشترك معه فى انقلاب 14 مايو 1949، لكن الشيشكلى لم يحقق فى الانقلابين طموحه الشخصى، فهو مغامر يتطلع إلى السلطة، ويبحث عن سلم يوصله إلى قمتها بأسلوب بارع ومقبول من الجماهير. وسعيا وراء تحقيق طموحاته الخاصة، تمكن الشيشكلى بمساعدة عدد من أصدقائه فى الجيش من الانقضاض على سامى الحناوى الذى كان رئيسا لأركان الجيش، بعد شهور من الانقلاب الثانى، فاستولت مجموعة الشيشكلى على الحكم، وتولى هو رئاسة الأركان العامة عام 1951، كما مهدوا الطريق لأديب الشيشكلى المسيطر على مجلس العقداء، لمنازعة رئيس الدولة وقتها هاشم الأتاسى على السلطة، حيث أصدر الشيشكلى فى مثل هذا اليوم من عام 1949بلاغًا بتوقيعه، أكد فيه إقصاء سامى الحناوى وأسعد طلس عن القيادة، لتآمرهم على سلامة الجيش وكيان البلاد ونظامها الجمهورى. عُرف عهد الانقلاب الثالث بعهد الحكم المزدوج (الشيشكلى الأتاسى)، ولما كان الشيشكلى عضوًا فى مجلس العقداء ومسيطرًا عليه فقد حل هذا المجلس وألّف بديلًا عنه مجلسًا أسماه "المجلس العسكرى الأعلى". وهكذا دخلت البلاد فى عهد الانقلاب الرابع، ففى ليل 30 نوفمبر سنة 1951، تمت خطوة الشيشكلى الحاسمة فى الطريق إلى الحكم، إذ اعتقل رئيس الوزراء معروف الدواليبى، وزج به وبمعظم أعضاء وزارته فى السجن، ثم اعتقل رئيس مجلس النواب وبعض النواب، فما كان من رئيس الجمهورية هاشم الأتاسى إلا أن قدم استقالته، فنصب الشيشكلى نفسه رئيسا للمجلس العسكرى الأعلى، وقائما بمهام رئيس البلاد، وكان ذلك فى الثانى من ديسمير 1951. إنصب اهتمام الشيشكلى نحو ترسيخ جذور الانقلاب الرابع فى البلاد عبر حكم عسكرى مباشر، واجهه الرئيس فوزى سلو بعد تعيينه رئيسًا للدولة، وحقيقته العقيد أديب الشيشكلى رئيس الأركان، الذى أصدر مرسومًا بحل البرلمان، وآخر بتولى الأمناء العاملين فى الوزارات صلاحية الوزراء، ريثما يتم تشكيل حكومة جديدة، كما أصدر مرسومًا آخر بإلغاء جميع الأحزاب السياسية، وآخر بتوحيد الصحف وجعلها أربعة صحف تصدر فى دمشق وحمص وحلب والجزيرة. استمر الحكم العسكرى المباشر بقيادة العقيد أديب الشيشكلى مدة ستة أشهر، وخلال هذه المدة أراد الشيشكلى الرد على الحملات العربية، ومعارضة الأحزاب والسياسيين لانقلابه بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية فى البلاد، للبرهان على أن ما حققه العسكريون خلال ستة أشهر لم يحققه السياسيون خلال ست سنوات منذ الجلاء، وقام بكثير من الإنجازات الكبيرة لا ينكرها أحد، لكن التيار المعارض له كان فى نمو، حتى حدث انقلاب 25 فبراير 1954، وعلى أثره هرب الشيشكلى من البلاد إلى بيروت ومنها إلى السعودية، ثم باريس، ثم البرازيل حيت تم اغتياله بها على يد شاب درزى عام 1960.