خطف الطائرات هو الاستيلاء عليها بالقوة، أو بالتهديد باستخدام القوة، وفى الماضى أطلق عليه أيضًا الخطف الجوى، أو القرصنة الجوية، ومنذ أواخر الستينيات من القرن العشرين استولى مختطفو الطائرات، على عدة مئات من الطائرات. ويفرض عدد من الحكومات عقوبات شديدة على القرصنة الجوية، ويهدد معظم مختطفى الطائرات بتدميرها أو قتل الذين على متنها، إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم، وفى العادة يقدم بعض مختطفى الطائرات مطالب سياسية، مثل تغييرات لسياسة معينة تنتهجها الحكومة الوطنية، أو إطلاق سراح زملائهم المسجونين، ويطالب آخرون بمبالغ كبيرة من المال، مقابل عودة الطائرة والذين على متنها سالمين، كذلك يريد بعض المختطفين أن يهربوا من البلاد حتى يتفادوا العقاب عن جرائمهم. وكلمة الخطف نشأت فى الولاياتالمتحدة فى العشرينيات من القرن العشرين، وقد كانت المشروبات الكحولية ممنوعة، ودأبت العصابات على خطف حمولات الشاحنات من الكحول بشكل غير قانونى، وقد وقعت أول حوادث الخطف الجوى فى بيرو عام 1930م. وخلال الستينيات، وبداية السبعينيات من القرن العشرين، قام السياسيون فى الغالب بمعظم عمليات خطف الطائرات، وبحلول عام 1973م، صار العرف الشائع هو تفتيش ركاب الطائرات وحقائبهم أو الكشف بالأشعة السينية بحثًا عن الأسلحة قبل الصعود إلى الطائرات، كذلك تم وضع الحراس المسلحين فى خدمة الطائرات، ومنذ ذلك الحين، تناقص عدد عمليات الخطف الجوى بشكل كبير، وخاصة فى الولاياتالمتحدة. ما بين عام (1947 إلى 1953م) حدثت أربع عشرة عملية اختطاف كانت دوافعها محاولة الهروب لأسباب سياسية عندما تم تقسيم أوروبا، حيث كان القراصنة وهم مقلعون من تشيكوسلوفاكيا وبولونيا ورومانيا، يجبرون الطيارين فى أغلب الأحيان على الهبوط فى المطارات الأمريكية والمانيا الغربية والدانمارك وسويسرا. وما بين (1958 إلى 1973م) كانت أغلب حوادث الاختطاف من صنع أشخاص كوبيين يحاولون الهروب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأول عملية اختطاف فى كوبا تمت فى 16 نيسان 1959، تمَّ خطف طائرة مسافرين من طراز سى دى 3 CD3 كانت تقوم برحلة بين (هافانا) وجزيرة (الأخوبينتود) وحوّلوا مسارها إلى ميامى، ولم يتم عقاب المختطفين. سجل العام 1969م رقمًا قياسيًا حيث تم خطف 83 طائرة فى كوبا مقابل 71 طائرة للسنة التى سبقتها، بينما بلغت نحواً من 60 حادثة فى سنتى (1971 و1972). أما الطائرات التى تم تحويل مسارها إلى الولاياتالمتحدة، ولم تتم إعادتها إلى كوبا فهى 51 طائرة كوبية منذ عام 1959، بعدها بادرت الحكومة الكوبية للاتفاق مع الولاياتالمتحدة برئاسة (ريتشارد نيكسون) على توقيع اتفاق للتعامل مع حالات خطف الطائرات بوضع عقوبات شديدة على خاطفى الطائرات من هذه العقوبات عشرين سنة من السجن. أما أشهر عمليات الخطف التى انتهت بالتفجير بالجو كانت فى سبتمبر سنة 1974، حيث تم تفجير طائرة فيتنامية فى الجو وعلى متنها 63 راكبًا وطاقم مكون من ثمانية أشخاص لقوا جميعهم الموت، وفى ديسمبر 1977تم تفجير طائرة ماليزية فى الجو وعلى متنها 93 راكبًا بالإضافة إلى أفراد طاقم الطائرة وكان عددهم سبعة، نفذت العملية مجموعة من الجيش الأحمر اليابانى، وفى نوفمبر 1985 تم تفجير طائرة هندية فوق المحيط الأطلسى بالقرب من الأجواء الإقليمية لكندا، أسفر عن مقتل 329 شخصًا، اتهمت فيها جماعة من طائفة السيخ الهندية المتطرفة. وقد كانت اتفاقية لاهاى فى مثل هذا اليوم من عام 1970م، بمثابة معاهدة تتيح للقانون الدولى محاكمة وعقاب مختطفى الطائرات، وقد وافقت 130 دولة، على الالتزام بنصوص هذه المعاهدة. جاءت هذه الاتفاقية على أساس تحريم اختطاف الطائرات أو السيطرة عليها حيث اعتبرت أى شخص يحاول السيطرة على الطائرات بأى طريق من طرق استخدام القوة أو التهديد يعتبر أنه بعمل من أعمال القرصنة الذى يحرمه القانون الدولى.