صحيفة "ذا ماركر": البطالة ترتفع واحتياطى رأس المال الأجنبى يهبط ومصر تستورد الغاز لأول مرة الغليان السياسى ضد نظام مرسى حول تغطيات الإعلام عن المشاكل الاقتصادية لكنها تتفاقم فعليًا هناك مؤشرات أولى للأزمة الاقتصادية ظهرت فى البلاد مؤخرًا بعنوان مرسى يحاول تعزيز قبضته على السلطة، ويضعف اقتصاد مصر"، قالت صحيفة "ذا ماركر" الإسرائيلية إن الغليان ضد الرئيس مرسى دفعه إلى إلغاء قراره برفع الضرائب، وفى المقابل أعلن صندوق النقد الدولى تأجيل القرض الذى يقدر ب4.8 مليار دولار، فى حين ارتفع معدل البطالة بين الشباب ل 77.5 %، وهبط احتياطى رأس المال الأجنبى بنسبة 40 % واضطرت مصر لأول مرة فى تاريخها لاستيراد الغاز الطبيعي. وقالت "ذا ماركر" إن الغليان السياسى فى مصر والاحتجاجات العاصفة ضد نظام محمد مرسى أدت بالفعل إلى تحويل تغطيات وسائل الإعلام عن المشاكل الاقتصادية للدولة، لكن هذه المشاكل تتفاقم فعليًا بسبب الغليان والاحتجاجات، وظهرت مؤشرات أولى للأزمة الاقتصادية فى البلاد مؤخرًا. وأوضحت أن الصدمة الاقتصادية الفورية للعاصفة السياسية تمت ملاحظتها فى بورصة القاهرة، حيث هبط مؤشر EGX30 بنسبة 9.6 % الأحد الماضي، وهو ما حدث بالتزامن مع اصطدام قوات الشرطة مع آلاف المتظاهرين الذى خرجوا للشوارع احتجاجًا على الصلاحيات الموسعة التى منحها مرسى لنفسه، على حساب المنظومة القضائية وضد روح الدستور، وكان هذا الانخفاض فى المؤشر هو الأكبر، منذ سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك، فى فبراير 2011، ومنذ بداية الربيع العربي، فى يناير قبل عامين، سقطت بورصة مصر بنسبة 30 % تقريبا. ولفتت إلى أنه بعد ضغط مورس عليه من قبل المعارضة، قام مرسى بتجميد سلسلة من الزيادات الضريبية والرسوم المفروضة على الكحول والسجائر وفواتير الهواتف النقالة، والتى أعلن عنها نهاية الأسبوع الماضي، مضيفة أن رفع الضرائب هى جزء من تدابير التقشف التى طالب صندوق النقد الدولى القاهرة بالقيام بها مقابل مساعدة اقتصادية تقدر ب 4.8 مليار دولار تقريبا. وذكرت أن إلغاء القرار من قبل مرسى أدى إلى رد سريع من قبل صندوق النقد، الذى أعلن بعد 24 ساعة فقط أن القرض لمصر والذى كان سيوفر لها جرعة أكسجين اقتصادية، سيتأجل لشهر على الأقل، لكون القاهرة غير مستعدة فى الوقت الراهن لتطبيق بنود خطة التقشف، مضيفة أنه كجزء من الاتفاق بين الجانبين، فإن حكومة مصر مطالبة بإجراء إصلاحيات فى عمليات الدعم التى توفرها لمنتجات الطاقة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدى إلى غلاء شديد فى أسعار غاز الطبخ وإشعال موجة غضب أخرى بين الجماهير. وأشارت إلى أن بين أوساط الشباب المصرى الذى تتراوح أعماره بين 20 -24، والذين يشكلون الجزء الأكبر من المتظاهرين فى الاحتجاجات ضد مرسي، فإن معدل البطالة يصل إلى 41.4 %. وبعنوان فرعى "علامة استفهام على المساعدة الأمريكية"، قالت الصحيفة العبرية إن المخاوف فى الغرب من وقوع زلزال آخر فى مصر، الدولة الأكبر والأكثر تأثيرًا بين الدول العربية، دفع الولاياتالمتحدة وائتلاف مكون من دول أخرى للاستمرار فى دعم القاهرة، هذا بالرغم من الاختلاف الكبير فى المصالح ووجهات النظر بين تلك الدول وبين نظام حكم الإخوان المسلمين الذى يترأسه مرسي، وبالرغم من معارضة واشنطن للموقف العدوانى الذى تتخذه السلطات المصرية تجاه المتظاهرين. واختتمت تقريرها بالقول إنه من شأن الولاياتالمتحدة منح القاهرة حزمة مساعدات تقدر بمليار دولار، من بينها 450 مليون دولار نقدا وعدد من طائرات اف 16، والتى تم الاتفاق عليها فى صفقة موقعة بين الدولتين فى نهاية عهد مبارك، عام 2010، لافتة إلى أن المساعدة الأمريكية قوبلت بمعارضة الحزب الجمهورى فى الولاياتالمتحدة، الذى يسيطر على الكونجرس، ويرى برلمانيوه فى الدعم الاقتصادى جائزة تمنح للإجراءات غير الديمقراطية التى يتخذها مرسى فى الشهور الأخيرة. وأضافت أنه فى غضون ذلك فإن التدهور الاقتصادى بمصر يجبرها على استيراد الغاز، لأول مرة فى تاريخها؛ موضحة أن القاهرة التى جعلتها مواردها من الغاز مصدرة بارزة لدول كثيرة فى العالم، من بينها إسرائيل، تجرى اتصالات لاستيراده، وذلك بسبب الارتفاع السريع للسكان وعدم قدرة الدولة على مواجهة الطلب المتزايد، بالرغم من ودائع الغاز التى تملكها.