فخامة الرئيس اسمح لى أن أشكو لك نفسك.. فخامة الرئيس اسمح لى أن أشكو لك مستشاريك.. فخامة الرئيس اسمح لى أن أشكو لك سائر مؤسساتك.. سيدى الرئيس اسمح لى أن أصطحبك إلى رحلة العذاب والضنا.. رحلة مأساوية وكارثية تكشف لك أسرار وخبايا شكوانا المرة لك ولمستشاريك ولمؤسساتك.. رحلة مأساوية على أرض الحياة الواقع والظلم والفساد والطغيان حتى بعد الثورة لم تشهدها من قبل ولا حتى فى أفلامنا العربية القديمة التى كانت تبكينا وتذرف دموعنا أنهارًا ومازالت محفوظة ومحفورة داخل ذاكرتنا المأساوية، والتى لم ولن تنقلها إليك عيون كبار البصاصين.. سيدى الرئيس بداية اسمح لى أن أنقل إليك وإليك وحدك مآسى ودموع وآلام ومعاناة عشرات المناضلين والمقاتلين فى معركة الإصلاح زملائى صحفيى الأحزاب المعتصمين بنقابتهم للشهر الثالث على التوالى والذين دفعوا ثمن نضالهم وكفاحهم المرير ضد الفساد والطغيان فى عصر الفرعون (المخلوع) تشريد وفصل وسجن وتعذيب.. ولك الآن أن تتصور وحدك سيدى الرئيس حالة زملائى الصحفيين المشردين الآن فى الشوارع وأسرهم وعيالهم يموتون من الجوع والفقر والمرض فى ظل حرمانهم من الأجور وإغلاق ملفاتهم التأمينية منذ عده سنوات جراء توقف وتعثر صحفهم عن الصدور وفصلهم فصلًا تعسفيًّا وظالمًا فى تحد صارخ وقوى لكل قوانين الصحافة والصحفيين بل وكل قوانين العمل الدولية.. .هل تصدق سيدى الرئيس أن مجلس نقابتهم أعلن عليهم حربًا شعواء وضروس ولم يتضامن معهم ولم يدرج مشكلاتهم على جدول أعماله، ولم يجتمع من أجلهم مرة واحدة فى الوقت الذى اجتمع عدة مرات من أجل أزمة أحد أعضاء المجلس أحد القيادات الصحفية بمؤسسة قومية كبرى.. هل تصدق سيدى الرئيس أن سكرتير نقابتهم قالها لبعضهم بالفم المليان دون استحياء حاسبوا من "باع" لكم الوهم فى إشارة قوية إلى نقيبهم.. هل تصدق سيدى الرئيس أن نقيبهم هذا يرفض مطلبهم الوحيد بتوزيعهم على الصحف القومية أو الحكومية رغم أنف قانون الصحافة والصحفيين الذى يلزم نقابتهم بتوزيعهم على تلك الصحف بل ويلزمها بصرف مرتباتهم كاملة لحين توزيعهم وذلك أسوة بزملائهم ولكن سيادة النقيب يرفض ويضرب بقانون نقابة الصحفيين عرض الحائط لأنهم ولاد البطة السودة.. ولاحظ هنا أن نقيب الصحفيين هو وكيل المجلس الأعلى للصحافة ورئيس أكبر مؤسسة صحفية قومية فى منطقة الشرق الأوسط ألا وهى الأهرام.. إذن فإن مفاتيح الحل فى يد النقيب لكنه يراوغ ويماطل ويسوف زملائى الصحفيين.. ألم أقل لكم إنهم أولاد البطة السودة.. ولم يكتف سيادة النقيب بذلك بل راح يكيل بالتصريحات العنترية عبر صحيفته الأهرام التى يرأس مجلس إدارتها بأنه مستحيل توزيع زملائى الصحفيين على الصحف الحكومية وأقول الحكومية لأنها تكية ووسية وعزبة للعاملين بها وأبنائهم على طريقة ملف توريث "المخلوع".. الغريب أن تلك التصريحات العنترية للنقيب تأتى يوم انعقاد الجمعية العمومية للصحفيين .. والأكثر غرابة أن زملائى الصحفيين المعتصمين هم الذين أنقذوه من الموت المحقق أثناء محاولات الاعتداء عليه فى الجمعية العمومية للصحفيين بينما هو يحاربهم ويستغل كل سلطاته المهيمن عليها ضدهم.. ولا يختلف الوضع سيدى الرئيس على أبواب مجلس الشورى عندما وقف زملائى الصحفيين عدة وقفات احتجاجية لكنهم لم يلاقوا إلا الذل والمهانة فى تجاهل وقفتهم ومطالبهم.. فإذا كان مجلس الشورى بعد الثورة يتعامل مع الصحفيين بهذه الطريقة فلك أن تتصور وحدك كيف يتعامل مع المواطنين الغلابة الذين ليس لهم ظهر فى هذا الوطن إلا ظهرك وسندك ياريس.. ومن مجلسى نقابة الصحفيين والشورى إلى المجلس الأعلى للصحافة يا قلبى لا تحزن فالموقف موحد ولا يختلف عن سابقيه، حيث تعامل الأعلى للصحافة مع وقفات الصحفيين الاحتجاجية بنفس طريقة مجلسى نقابة الصحفيين والشورى.. تجاهل تام.. وطناش على الآخر وكأن الأمر لا يعنيه.... يا ريس إنهم الآن على أبوابك.. ينتظرون قرارك الإنسانى.. فلا تردهم خائبين ولا تتخلى عنهم ورد لهم حقوقهم المسلوبة وكرامتهم المنهوبة..