فى مقاله الذى نشرته له جريدة اخبار اليوم فى عددها الصادر فى 27/5/2006 بعنوان (ثقافة الاعتذار) وبعد مقدمة تاريخية عن الاعتذار والتسامح كتب د. مصطفى الفقى المفكر الوطنى ( نسبة الى الحزب الوطنى ) كان من ضمن ما قال " ان في الماضي الوطني للشعوب والتاريخ القومي للأمم محطات فاصلة تستوجب الاعتذار عنها والقاءها خارج ذاكرة المجتمع حتي نتخلص من اثارها ونخرج من دائرة فعلها ولكن يبدو ان المسألة ليست بهذه السهولة لانها محكومة بأهواء سياسية ومنطلقات فكرية وعوامل متداخلة تجعل القدرة علي اتخاذ الموقف الشجاع في الوقت المناسب امرا صعبا في كثير من الاحيان. " ولعلى اقول ان الافراد مثل الامم فى ذلك الذى ذهب اليه مفكرنا (الوطنى ) أقول إن الافراد فى حاجة الى الاعتذار وخاصة اذا أعطوا أنفسهم حق التوجيه والوعظ والارشاد من الصحف الملاكى الموصوفة زورا وبهتانا بالقومية . وتطبيقا لهذا التنظير( الوطنى) يصبح لزاما على الدكتور جمال حشمت أن يدرس كورس فى ثقافة الاعتذار حتى يعتذر عن اصراره العجيب بالتذكير فى مقالاته أن له مقعدا سرق فى عز الظهر والفاعل ليس مجهولا وانما هو المفكر الوطنى . ولعل مفكرنا يعبر عن عقله الباطن حينما يتحدث عن القاء بعض الحوادث والوقائع خارج ذاكرة المجتمع ويتمنى لو أن محطة سرقة مقعد دمنهور القيت خارج ذاكرة المجتمع ولكن لسوء حظه أنها من النوع الثقيل الذى يصعب حمله ومن ثم القاؤه خارج هذه الذاكرة . وأظن -- وبعض الظن اثم -- أنه كلما أثير موقف نادى القضاه المطالب بمحاسبة المزورين سارقى ارادة الشعب لعل مفكرنا الوطنى يندب ( قلة البخت ) فالتزوير موجود من قديم وهو ديدن النظام-- لماذا هذه المرة--و يتمنى لو ان ثقافة التسامح كانت موجودة لدى قضاتنا العظام والمسامح كريم . وفى مكان اخر من نفس المقال يقول"إن واقع الامر يؤكد ان الاديان الابراهيمية الثلاث ترفض العناد وتدين المكابرة وتفتح ابوابا رحبة لثقافة الاعتذار التي يمكن ان تصل إلي حد التوبة للخالق في علاه. وأنا أقول لماذا لا تتوب الى الخالق فى علاه وترد المقعد الى صاحبه . ولعل المجال يكون مناسبا أن أتوجه بطلب الفتوى من فضيلة المفتى والسيد رئيس اللجنة الدينية فى مجلس الشعب وأطلب الرأى من فضيلة شيخ الازهر حول بدلات وحوافز ومكافآت واجور أعضاء مجلس الشعب الذين حصلوا على المقعد بالتزوير والبلطجة التى وصلت الى قتل النفس التى حرم الله قتلها الا بالحق(مقعد المفكر الوطنى نموذجا ) . وللامانة أقول أن المقال المذكور يستحق أن يعاد نشره كاملا شاهدا على ان هؤلاء القوم لم يسمعوا عن خلق اسمه الحياء ولا فضيلة اسمها احترام النفس . والا فماذا نسمى قوله فى ختام المقال : "ان الرسالة التي اريد ان ابعث بها من خلال هذه السطور هو ان اقول ان المأزق الذي اصبحنا نعاني منه في هذه المنطقة من العالم اننا فقدنا روح التسامح واخذتنا العزة بالإثم ومضينا في غلواء التطرف الفكري والاخلاقي وتجاهلنا تقاليد التسامح وقيم العفو وشيم الفرسان النبلاء الذين لا يجدون غضاضة في الرجوع الي الحق وتصويب الخطأ وتصحيح المسار، فسادت ثقافة العناد والتشبث بالرأي والتمسك بالباطل مع ان "الرجوع إلي الحق فضيلة" تستحق الرعاية في كل زمان ومكان ولعلي اعترف هنا ان الامر يبدو اكثر تشابكا واشد تعقيدا في الحياة السياسية حيث يسود منطق "الغاية تبرر الوسيلة" حتي اضحينا لا نعرف عن ماذا نعتذر لكثرة ما وقعنا فيه من اخطاء وما انزلقنا اليه من ممارسات، انني اخاطب هنا امة عربية تمر بمنعطف خطير وشعبا مصريا يواجه تحديات عاتية تحاول العصف بهويته والاخلال بمكانته وادعو الجميع الي كلمة سواء علي نحو يؤدي إلي مصالحة حقيقية مصدرها الصدق مع النفس ووضوح الرؤية وسلامة الهدف ولن يتحقق ذلك ابدا إلا بالارتفاع فوق العقد الذاتية ومركبات النقص البشرية والايمان بأن "ثقافة الاعتذار" هي سلوك حضاري وجزء من منظومة قيم رفيعة لا يقدر عليها إلا ذوو البأس الذين يملكون شجاعة المراجعة وشفافية الإحساس ويقظة الوجدان وصحوة الضمير. يا راجل احساس وصحوة ضمير وشجاعة مراجعة وشفافية وسلوك حضارى -- كل دول مرة واحدة -- لا صراحة كتير علينا خالص وعلى رأى اخواننا فى الخليج ومتى نحصل دول ( نجد هؤلاء ) وأقسم غير حانث لو أن حكومتنا الرشيدة تمتلك واحدة فقط من هذه الصفات لكان المقال غير المقال والمقام غير المقام . وأختم بقوله صلى الله عليه وسلم ( اذا لم تستح فاصنع ما شئت ) ومثلها قل ما شئت وقوله سبحانه فى محكم التنزيل ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) صدق الله العظيم [email protected]