ساد الهدوء قلب ميدان التحرير بوسط القاهرة حتى الثامنة من صباح اليوم الثلاثاء، فيما اشتعلت أطرافه من ناحية ميدان سيمون بوليفار ومسجد عمر مكرم بالمواجهات بين الشرطة و"طلاب" متظاهرين. وتركز المشهد في قلب على نحو 700 شخص يعلقون اللافتات ويعدون المنصة لمليونية اليوم المعارضة للإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس المصري محمد مرسي الخميس الماضي وانقسمت المواقف حوله بين مؤيد ومعارض. وحملت اللافتات جملاً تعبر عن مطالب المتظاهرين مثل "معتصمون حتى إسقاط الإعلان الدستوري".. "إسقاط الإعلان الدستوري من أجل شهدائنا".. "حل الجمعية التأسيسية وإعادة تشكيلها".. "الشعب يريد من المحكمة الدستورية عزل الرئيس الفاقد الشرعية".. "لو حق اخوتنا مجاش.. متلومناش"، أي لا تلومنا إن لم تردوا حق إخواننا، في إشارة إلى ضحايا المواجهات بين الأمن والمحتجين. وعلقت بالميدان لافتة كبيرة تحمل شعار حزب المصريين الأحرار (ليبرالي)، كتب عليها "ندعم استقلال القضاء والمحكمة الدستورية العليا". وأقيمت مستشفى ميداني عند مدخل شارع طلعت حرب (أحد الشوارع المحيطة بالميدان)، فيما أغلق ميدان التحرير مرورياً وكذلك شارع قصر العيني، وعم الهدوء شارع "محمد محمود". وزاد عدد خيام المعتصمين ضد الإعلان الدستوري منذ مساء الجمعة الماضية والتي كانت تقدر بنحو 15 خيمة، إلى ما يقارب 30 خيمة، تمركز غالبيتها في ما وسط الميدان أو ما يعرف ب"الصينية"، وتناثر الباقي على مداخل الميدان. في المقابل تعالت نداءات المنصة المقامة بالميدان تدعو من وصفتهم ب"الطلاب" بالعودة إلى داخل الميدان وعدم الاشتباك مع قوات الأمن في عملية كر وفر عند حدوده. وناشدت المنصة "الثوار والمتظاهرين عدم الاحتكاك مع الأمن الذي يهدف إلى إفشال المليونية"، على حد تعبيرها. وتعالى صوت المنصة داعياً 100 شخص يتطوعون لمنع الاشتباكات على أطراف الميدان وإعادة "الطلاب المشتبكين مع الأمن"، وبالفعل توجه عدد لفض الاشتباك بين المتظاهرين الذي بدا عليهم أنهم من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية، حيث أتوا حاملين حقائبهم وبزيهم الدراسي، ودخلوا في اشتباكات مع قوات الأمن في محيط الميدان من جهة مسجد عمر مكرم وميدان سيمون بوليفار. وقام الطلاب المتظاهرين برشق قوات الأمن بالحجارة وسبهم بألفاظ بذيئة ورشقهم بالحجارة، فيما قامت قوات الأمن بقصف المتظاهرين بقنابل الغز المسيلة للدموع. وظهر الباعة الجائلين في ميدان التحرير بكثرة جعلتهم جزءاً رئيسياً من الأعداد الموجودة، كما توقف عدد غير قليل من المارة لمشاهدة ما يجري.