الكل يتساءل: لماذا دمنهور؟ ولماذا تحول ميدان الساعة إلى ميدان حرب؟ أو إلى فوهة حريق يراد به أن يحرق مصر كلها؟!.. هذه المدينة التى لم يكن أحد يذكرها جذبت الكاميرات لتلتقط ما فيها من مواجهات غير مبررة، فمعظم المتقاتلين، سواء المدافعين عن مقر حزب الحرية والعدالة أو المحاولين اقتحامه لا يعرفون شيئًا عن الإعلان الدستورى، ولا يهمهم أن يتراجع الرئيس مرسى عنه أو يقوم بتعديله. هناك غموض كبير، فإذا بررنا حالة الدفاع التى يقوم بها باستماتة المدافعون عن المقر حتى لا يناله ما تعرضت له مقرات أخرى، فلماذا يصر المهاجمون على تحقيق مأربهم بأى ثمن حتى ولو بقتل الطفل البريء "إسلام فتحى مسعود"؟ لا أظن أن إسلام مهتم أصلاً بالسياسة أو بالإعلان الدستورى واستقلال القضاء. مصطلحات ربما لم يسمع بها أو لا يعرف معانيها، لكنه قتل فى حرب غامضة اختارت مكاناً مثيرًا للتساؤل. وحتى بعد أن مات تنازعته القبائل، فالحرية والعدالة يقول إنه كان من المدافعين عن المقر. والمهاجمون يقولون إنه كان يتظاهر معهم واختطف من وسطهم وأعادوه جثة. فى حرب غامضة يصبح القتل غامضًا والقاتل مجهولاً، ومن الطبيعى فى هذه الأجواء الحارقة ألا يكون للقتلى أى ذنب أو جريرة، إنما هم ضحايا المال الذى ينفق على البلطجية ويطلقهم للإجهاز على الناس دون رادع من رحمة. وحتى الآن أعجز عن فهم لماذا يتأخر الرئيس مرسى عن استخدام إجراءاته الاستثنائية لحماية الأرواح البريئة من حرب عصابات منظمة وممولة.. فالأمن انسحب من ميدان الساعة وترك الناس لمصيرهم. لا مغيث لمستغيث ولا نجاة لمحاصر. إنها ليست مظاهرات سلمية حتى نقول إن الأمن لا يريد أن يتدخل فى حرية التظاهر. لا يجوز إحراق المقرات ولا استخدام العنف من أى طرف. إذا كان المتظاهر يرمى بالقنابل ويطعن الآخرين بالآلات الحادة ويبحث عمن يقتله فهو مجرم يجب إيقافه والبحث عمن يحركه ويدفع له ويأمره بالاستمرار فى ترويع الناس. يا وزير الداخلية.. الترويع الذى يتم فى منطقة شبرا وميدان الساعة بدمنهور لا يحدث مثله فى الصومال.. فأين شرطتك؟! [email protected]