هدوء حذر بالميدان.. وتزايد خيام المعتصمين.. والاعتداء على نقيب المحامين.. والدعوة لمسيرات حاشدة الثلاثاء.. والقبض على أحد اللصوص سادت حالة من الهدوء الحذر فى ميدان التحرير فى اليوم الثانى من اعتصام القوى والحركات الثورية، بعد انتهاء المسيرات التى طافت الميدان للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستورى الجديد وحل الجمعية التأسيسية للدستور، وإقالة حكومة قنديل وتشكيل حكومة ثورية وإعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها. يأتى ذلك فى وقت تراجعت فيه حدة الاشتباكات فى شارعى قصر العينى ومحمد محمود، وشهد ميدان التحرير مساء أمس السبت ترحيبًا بقرارات الجمعية العمومية لنادى القضاة التى تضمنت تعليق العمل فى المحاكم احتجاجًا على الإعلان الدستوري، فيما ساد انقسام حول قرار الجمعية بشطب أعضاء حركة "قضاة من أجل مصر" التى أعلنت تأييدها لقرارات الرئيس. كما تداول المعتصمون أنباء عن تقديم الشاعر فاروق جويدة استقالته من منصبه كمستشار للرئيس على الهواء مباشرة خلال برنامجه على قناة الحياة "مع فاروق جويدة". وفى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، سادت حالة من الهدوء الحذر فى شارع قصر العينى ومحمد محمود وسيمون بوليفار، حيث احتشد المئات بداخل شارع قصر العينى، مرددين هتافات: "الشعب يريد إسقاط النظام".. "يسقط يسقط حكم المرشد".. "الداخلية بلطجية".. "القصاص القصاص.. قتلوا إخواتنا بالرصاص". واستخدم المتظاهرون دقات الطبول فى ترديد الأغاني، حاملين الأعلام المصرية وصور شهداء أحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء العام الماضي. وقام المتظاهرون بميدان التحرير بطرد سامح عاشور نقيب المحامين خارج الميدان، ومطاردته داخل شارع طلعت حرب، حتى دخوله مقر حزب العربى الناصري. فيما تجمع المتظاهرون أمام مقر الحزب، مطالبين بنزوله إلى الشارع، مرددين هتافات: "يسقط يسقط الفلول".. "الشعب يريد إسقاط النظام".. "يسقط يسقط حكم المرشد".. "فوق فوق يا عاشور انزل انزل". وتزايدت أعداد الخيام داخل الصينية الوسطى لميدان التحرير وأمام تمثال عمر مكرم، حيث انضم إلى صفوف المعتصمين من القوى الثورية حركة المصرى الحر وحزب مصر الحرية وحزب الجبهة الديمقراطية والاتحاد العام للنقابات المستقلة وحزب العربى الناصرى والمجلس الوطنى لكل الثوار، للمطالبة بالقصاص للشهداء وحل الجمعية التأسيسية وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل. ووصل عدد الخيام المتواجدة داخل الميدان حوالى 85 خيمة، حيث تواجدت أكثر من50 خيمة فى الصينية الوسطى، وما يقرب من 20 خيمة أخرى بجوار تمثال عمر مكرم ، و15 خيمة بجوار مجمع التحرير. وقام المعتصمون برفع لافتات على خيامهم كتبوا عليها: "حكومة فاشلة"، و"سيناء راحت يا رجالة والقناة على وشك"، و"ممكن ترحل لأفغانستان"، و"ارحل يعنى امشى". وانتشر الباعة الجائلون بكثافة داخل الميدان، كما انتشرت المقاهى الشعبية فى أرجاء الميدان، فيما اصطف ما يقرب من 30 سيارة إسعاف بجوار مسجد عمر مكرم، وذلك لإجراء الإسعافات الأولية للمصابين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة. ولليوم الثانى من الاعتصام قامت اللجان الشعبية المكلفة بحماية الميدان، بوضع الحواجز الحديدية على جميع مداخل ومخارج الميدان، وانتشر 50 شخصًا من أعضاء اللجان على هذه الحواجز، لتفتيش الوافدين على الميدان، تحسبًا لدخول أى عناصر مندسة،ولم يسمحوا بدخول أى شخص سوى حاملى تحقيق الشخصية، وتم تحويل مسار حركة السيارات من أمام المتحف المصرى إلى شارع قصر النيل، وأمام الجامعة العربية إلى كورنيش النيل، وكذلك من شارع قصر العينى إلى منطقة جاردن سيتى. وقام الشباب المعتصمون بالتطوع لتنظيف الميدان من بقايا المخلفات الملقاة على الأرض، وتم تجميعها داخل أكياس كبيرة، وتطوع فريق آخر فى إخراجها خارج الميدان وإشعال النيران بها. ودعت الحركات والقوى السياسية المعتصمة بالميدان فى بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه، جموع الشعب المصرى إلى الخروج فى مسيرات حاشدة بعد غد الثلاثاء من مسجدى الفتح برمسيس، ومصطفى محمود بالمهندسين، ودوران شبرا إلى ميدان التحرير لإسقاط الإعلان الدستوري؛ وذلك فى أعقاب إعلانهم الاعتصام بميدان التحرير لحين إسقاط الإعلان، وحل الجمعية التأسيسية للدستور وتشكيل جمعية جديدة قائمة على التوافق الوطنى. يذكر أن الموقعين على البيان هم:"الجبهة الحرة للتغيير السلمي، حزب الدستور، حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، التيار الشعبى المصري، حزب المصريين الأحرار، حزب الكرامة، شباب 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، الاشتراكيين الثوريين، الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعي، حركة شباب العدالة والحرية، حركة المصرى الحر، حركة كفاية، حركة 6 إبريل، الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، اتحاد شباب ماسبيرو. وفى ساعة متأخرة من الليل، ألقى المعتصمون القبض على أحد اللصوص وهو يحاول سرقة متعلقاتهم، وتم تقييده وتسليمه لشرطة المتحف المصري، وفى الوقت ذاته رفض أفراد الشرطة الإفصاح عن هويته ومعرفة الجهة التى دفعته للسرقة. ونظمت حركة شباب 6 إبريل حملة داخل الميدان للتعرف على الفلول وطردهم من الميدان، حيث قاموا بطرد بعض الأشخاص ممن ينتمون للحزب الوطنى المنحل، مرددين هتافات منها: "الميدان بيقول.. مش عاوزين فلول". ومع بداية شروق الشمس، انخفضت أعداد المتظاهرين بالميدان، وعلى الجانب الآخر افترش البعض داخل المساحات الخضراء أمام مجمع التحرير وعمر مكرم بعد يوم شاق من الهتافات، ولجأ البعض إلى خيامهم لأخذ قسط من الراحة لبدء يوم جديد. وعلى الجانب الآخر، التزمت قوات الأمن بضبط النفس أمام المتظاهرين، حيث قامت بوقف إطلاق الغازات المسيلة للدموع، وتراجعت لتتمركز فى محيط مجلس الوزراء، بينما تواجد عدد آخر خلف السور الخرسانى المتواجد بشارع الشيخ ريحان. فيما عادت حركة المرور لطبيعتها دون توقف أو تكدس باستثناء شارع قصر العينى الذى توقفت فيه حركة المرور أمام مجلس الشعب وتم تحويلها إلى شارع الكورنيش، بالإضافة إلى شارع محمد محمود حيث تتجدد الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين من آن لآخر.