يجب على سمير زاهر أن يمارس صلاحياته كرئيس للاتحاد المصري لكرة القدم ولا يترك نائبه أحمد شوبير يمسك بمسئوليات الرجل الأول ليمارس نزواته في تدمير الآخرين! الزوبعة التي أثارها شوبير وتسببت في غضب المعلم حسن شحاتة لا داعي لها، خاصة أننا نستعد لبطولة الكونفيدرالية الأفريقية التي ستقام في مصر في يناير القادم، ومن غير المنطقي أن يسمح زاهر باضاعة الوقت في هذه الخلافات التي ستنعكس على استعدادات فريقنا وتترك أثرها على شحاتة المسئول الأول عن تلك الاستعدادات. لو خسرنا هذه البطولة على أرضنا، فعلى زاهر وشوبير أن يفهما أن استقالة اتحاد الكرة أو اقالته لن تسكت المصريين، ولن يرضيهم أن يأتي اتحاد جديد بوجوه متكررة ليعد الناس بخطة طويلة الأجل للحصول على البطولة القادمة والصعود إلى كأس العالم عام 2010.. ويا ترى من يعيش! هذه هي عادة "ريما" التي لم نتخل عنها في جميع البطولات التي خسرناها.. فقد استقال حرب الدهشوري عقب فشلنا في دورة الكونفيدرالية السابقة على يد محسن صالح، ونكبنا وزير الصفر الشهير علي الدين هلال، بعصام عبد المنعم ليقود مجموعة لا تحل ولا تربط أمام ديكتاتوريته وصلفه وتكشيرته الشهيرة لزوم "الزعيم الأوحد"! هلال استاذ العلوم السياسية قفز به الاختيار العشوائي ليكون وزيرا للشباب والرياضة برغم أنه لا يعرف الفرق بين حارس المرمي والسنتر فرود، وهو رجل "منحوس" فالصفر الكبير الذي حصلنا عليه بامتياز في سباقنا ضد جنوب أفريقيا والمغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم 2010 لم يكن حظنا الوحيد معه، فقد خسرنا كل البطولات التي دخلناها وهو على رأس الوزارة، حتى كرة اليد التي كنا فيها أحد عظماء العالم الستة، انهزمنا في عهده من دول نجد بالكاد مواقعها على الخريطة! والعجيب أنه استعين به ليكون عضوا في اللجنة الاعلامية التي تتولى الحملة الانتخابية للرئيس مبارك، ويا رب يا كريم أنت القادر اجعل "وشه" النحس ملازما له هذه المرة أيضا! جاء عصام عبد المنعم يهدد الأسرة الرياضية المصرية بالويل والثبور وعظائم الأمور، ويتوعد الأندية باليد الحديدية، من أجل أن يصل بنا لكأس العالم.. ففاجئنا بعقوباته ذات اليمين وذات الشمال، وبمحكمته الرياضية المنحازة، وفي النهاية اتضح ان الرجل كان يعمل لمصلحة الأهلي، ويسهل له ما يجعله يستعيد بطولة الدوري العام التي كان قد فقدها 4 سنوات متتالية، ولم يصدر الاتحاد في عهده أي قرار في غير صالح الأهلي. هذا الرجل الذي لم أره يبتسم أبدا أو يفك تكشيرته كان على استعداد للتراجع عن أي قرار، يظهر فيه الأهلي عينه "الحمرا" وقد حدث هذا مرات عديدة.. ولذلك كان من الطبيعي أن يتمخض الجبل فيلد صفرا كبيرا بداية من المنافسة التي دخلناها لاستضافة نهائي كأس العالم، ونهاية بفشلنا الذريع في التصفيات المؤهلة بفضل هذا الذي جاءنا به عصام، المدعو "تارديللي" الذي كان جالسا على قهوة المعاشات في روما ولم يتول تدريب أي فريق وطني لدولة من الدول، قبل أن يتحفنا به رئيس اتحادنا المعين! واذكر يومها أن الصحف الايطالية تساءلت عن الذي دفع مصر لتسند لمدرب بلا تاريخ مهمة قيادة فريقها الوطني، وتوقعت أنه سيفشل، خاصة أنه مشهور عندهم أيضا بالنحس! أكمل عصام عبد المنعم مهمة الفشل وولى.. والآن نحن في زمن سمير زاهر وأحمد شوبير.. الأخير كثير المشاكل، فعلها في الأهلي من قبل في آواخر حياة صالح سليم فكظمه ومنعه من دخول النادي! والعجيب أن زاهر بدلا من أن يحسم المشكلة ويعلن دعمه للجهاز الفني راح يعزمه في بيت شوبير، ولم يكلف هذا الشوبير نفسه بصلف وتعال أن يوجه هو الدعوة، فكان حسن شحاتة معلما كالعهد به دائما فرفض دعوة زاهر الذي راح يزيد النار اشتعالا بقوله إن شوبير هو نائب رئيس الاتحاد وأنه يمارس صلاحياته! أنا اكتب هذا المقال قبل أن تلعب مصر مع البرتغال الليلة، والخوف كل الخوف أن يكون زاهر وشوبير يستعدان للاجهاز على شحاتة إذا خرج بهزيمة ثقيلة، وأن نجد أنفسنا في المربع الأول مع جهاز جديد أول ما سيعلنه أنه ليس مسئولا عن خروج مصر صفر اليدين – لا قدر الله – من البطولة الأفريقية القادمة! إذن عن ماذا سيكون مسئولا يا زاهر؟!