الأخ الكريم الأستاذ / محمود سلطان رئيس تحرير جريدة المصريون الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أوجه لسعادتكم التحية مرة ثانية ، ومليون على ماتكتبه في مقالك اليومي والمتسم بالموضوعية والمنطق وبعد.... لقد تأخر هذا الرد عن موعده حتى أُعطي فرصة لهدوء نفسي وعدم غضبتها إلا لله . فالحقيقة لست ممن ينتمون للإخوان تنظيمياً ولكنني أنتمي إليهم فكرياً لما تتسم به أدبياتهم بالإعتدال والإنصاف وعدم الغلو والتطرف. وهذا الرد إنما يأتي لوجهة نظرشخصية أعتقد أنها حق لشخص متابع لما يدور على الساحة المصرية وكمتابع جيد لجريدة (( المصريون الإلكترونية )) ، وكذلك لأنني أشعر أن الأخوين الكريمين المتعلق بهما الرد جديران بالإحترام في مجمل مايكتبانه إلا بحق ((الإخوان المسلمين))وحرصاً على مكانتهما أتوجه إليهما بهذا الرد . فلقد أعيتني الفكرة من هذين الأخوين الكريمين أ/ جمال سلطان ويُلقب في الغالب بالمفكر الإسلامي ، أ/ كمال حبيب ويُلقب بالباحث في شؤون الجماعات الإسلامية . فلقد كنت أتابع السيد / جمال منذ أن كان يكتب بمجلة المختار الإسلامي حتى رأيناه على فضائية المجد مقدماً لبرنامج حواري وكثيرا ماكنت أسأل نفسي عندما أقرأ مقالاته ماذا يريد أن يقول وإلى أي شئ يريد أن يصل ماذا.... ماذا ....؟ أما السيد / كمال فبعد أن رأيناه متهماً في قضية الجماعات الإسلامية والتي مارست العنف ، وجدناه منفصلاً عنها منتقدا لتلك الأفعال ((وللحق والحقيقة أنا أجهل تماما مادوره وتهمته في تلك القضية ))وشاهدناه بعد ذلك على الفضائيات العربية بإسم الباحث .. المفكر .. الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية وللحق شاهدته مهذباً ، مؤدباً ، محايداً ، موضوعياً في طرحه . ولكن مايثير حيرتي ودهشتي هو موقف الأخوين من جماعة (( الإخوان المسلمين )) فهما لايتورعا عن مهاجمة الإخوان بمناسبة وبدون مناسبة بطريقة تثير تساؤلات كثيرة في النفس . وكأني بالزمن يدور دورته ليخرجا مابنفوسهما تجاه الإخوان ، وكأنهما لم ينفكا عن مبادئهما وقناعاتهما السابقة والمرتبطة بولائهما التنظيمي والذي يناصب الإخوان العداء على طول الخط لأسباب تاريخية هما أدرى بها . فالإخوان منذ نشأتها عام 1928 على يد المؤسس حسن البنا رحمه الله لم تبدل ولم تغير، ونالت في سبيل مبادئها وجهاد أعداء الأمة من اليهود والإنجليزومواقفها الوطنية الإسلامية لحملات التنكيل والإستئصال مايعرفه القاصي والداني ، ورغم ذلك لم نسمع أنها جنحت للعنف والتكفير والتفجير لأنها جماعة مسؤولة وتقدر للأمر قدره وتحسب للأمر حسابه . وفي هذا الصدد أود أن أوجه أسئلة لهذين الأخوين الكريمين : • أين كنتما عندما لحقا بالإخوان مالحقا سواء في حقبة الخمسينات والستينات ( كنا جميعا في رحم الغيب ) وعندما بلغنا مرحلة الوعي الفكري أدركنا أن ماأصاب الإخوان ليس بسبب إنتهازية سياسية ولامنفعة شخصية قدمتها الجماعة على مصلحة الأمة وإنما بسبب إنتمائتها وعقيدتها ومبادئها ، وفي حقبة التسعينات رغم أنكم كنتم شهود لحدث المحاكمات العسكرية وماتلاها من ظلم واضطهاد لم نسمع صوتكما ولاصوت غيركم ليرفع هذا الظلم ولكن اكتوى الإخوان بنيران الحبس والقهر والظلم وحدهم • إذا كنتما غير منضمين تنظيميا للجماعة فلماذا تمليا آرائكما على الجماعة وتريدان أن تأخذ بهما مع أن هذا الأمر من اختصاص أفرادها وقيادتها فقط ، أليست من أبسط قواعد الحرية أن يقرر الإنسان مايعتقده هو لاغيره ، وسنرى ياسيدي ماذا ستفعل عندما يُوذن لك بإنشاء حزبك وعندها ستعلم أن المسؤولية الجماعية تختلف كلية عن المسؤولية الفردية • ماذا يضيركما أن يتريسا الإخوان في إعلان موقفهم من العملية الإنتخابية الرئاسية أو الخروج من عدمه في المظاهرات ، وهي وسائل خاصة بالجماعة ونتائجها لن تعود إلا عليها في الحالة السلبية ،وعلى الشعب في الحالة الإيجابية • أخبراني عن جماعة اعتقل منها مايقارب 3000 شخص ،واستشهاد أحد أفرادها ومن قبله اثنين في حبسهما ولم يملأوا الدنيا ضجيجا وعويلا .. في سبيل ماذا هذا كله؟ انتهازية سياسية ؟! أم لينعم الوطن بالحرية والتعددية • ماضير أن يسعى الإخوان مثل غيرهم للحصول على مكاسب سياسية لتصحيح الأوضاع الخاطئة للخريطة السياسية ،وعزل أكبر قوة فاعلة في الشارع المصري • هل قراءتما مطالب الإخوان (( بالتأكيد أطلعتما عليها )) فهل تختلف في مجملها عما تنادي به القوى الوطنية . أم أنكما تتجاهلانها وتنتظران خبر هنا وهناك لتخرجا على صفحات الصحف لتنفسا بما في نفوسكما تجاه الإخوان • نعم رأينا السيد/ كمال يخرج في المظاهرات كناشط في كفاية وغيرها ولكن أين طلعتك البهية في تلك المناشط ياسيد / جمال ، أم أن الكتابة على المكتب الوثير والجو المفعم بالتبريد هي أعلى ماتتطلع إليه • الأخوين الكريمين إننا لانستغرب أن تكال الإتهامات للإخوان من اليسار الإشتراكي المتطرف كرفعت السعيد ، عبد الرحيم علي وغيرهم ، ومن اليمين الليبرالي ولكن المستغرب أن توجه السهام والإستباحة منكما ... فإن قلتما هي النصيحة .. قلت لكما فلتؤد النصيحة بشروطها الإسلامية وأنتما أدرى بها مني .. • أخيرا وليس آخرا .. أتمنى من الله أن تكون تلك الكتابات من وحي ضميركما الحي الذي لاأشك فيه للحظة ،لامن وحي توجهات غيركما .. فإن كانت كذلك فلتؤد بشروطها . وأسأل الله أن يجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين التوقيع : قارئ للمصريون