عقدت اللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر الشريف والكنيسة الأسقفية ببريطانيا اجتماعها الدوري العاشر بمقر مشيخة الأزهر الثلاثاء، وهو لقاء دوري سنوي يعقد منذ عام 2002 بموجب اتفاق بين الجانبين يهدف إلى التفاهم والتعايش والتعاون لإعلاء القيم العليا المشتركة بين أهل الأديان. وافتتح الاجتماع الرئيسان المشاركان الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق، أمين عام بيت العائلة، والمطران الدكتور منير حنا أنيس بآيات من القران والإنجيل. وأشادت لجنة الحوار بوثيقة الأزهر حول مستقبل مصر والتي يتضمن حقوق ومسئوليات المواطنة، تشمل مسئوليات المواطنة أن كل مواطن يشارك في تطوير المجتمع الذي يعيش فيه ويعمل من اجل تحقيق العدل والرخاء للجميع. ورحب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بأعضاء لجنة الحوار في الاجتماع الأول من نوعه للجنة الحوار بعد ثورة يناير 2011 بمصر وذلك لظروف البلاد التي لم تمكنه أن يسافر إلى لندن لإجراء الحوار 2011. وأكد الطيب أن الاختلاف والتنوع بين البشر في ألسنتهم وألوانهم وعقائدهم هو إرادة إلهية يؤكد عليها القران الكريم الذي يدعو إلى التعارف بين البشر لإقرار السلام العادل وتعمير الأرض. وطرح الأزهر ورقة عمل حول مفهوم المواطنة في الإسلام، ودور الأزهر في البناء المتكافئ للمجتمع. وتحدث الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر لحوار الأديان والثقافات ومنسق بيت العائلة عن المواطنة في الإسلام وكيف أن وثيقة الأزهر بمبادئها الثلاثة الهامة هي تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديموقراطية الحديثة، اعتماد النظام الديموقراطي، الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي ومنظومة الحريات الأربع وهي حرية العقيدة وحرية الرأي والتعبير وحرية البحث العلمي وحرية الإبداع الأدبي والفني. من جانبه، قدم الدكتور محمد شامة أستاذ العلوم الإسلامية باللغة الألمانية بجامعة الأزهر موقف الإسلام من العلمانية، وشرح ثلاثة مصطلحات هامة وهي: "العلمانية" و"المطلق والنسبي" و"المواطنة". وتمت مناقشة الورقتين باستفاضة، وتعرضت المناقشة للفجوة بين المستوى الذي تقره الأديان للمواطنة والممارسة على أرض الواقع، كما نوقشت ضرورة تعديل بعض بنود اتفاقية الحوار التي كانت قد أبرمت منذ عشر سنوات بين الطرفين، تمشيا مع ما حدث من تطورات على الساحة المصرية والعالمية. وهذا يتطلب الحاجة أن يجرى تعديل لهذه الاتفاقية. وفوضت اللجنة المطران منير حنا من الكنيسة والدكتور محمود عزب من الأزهر في البحث في أوجه التعديل المطلوبة ووضع تصور مقترح للتعديلات وتطرح في اجتماع العام القادم. من جانبها، قدمت الكنيسة الأسقفية / الإنجليكانية ورقة بحثية حول مفهوم المواطنة في المسيحية والتي فيها تحدث عن مسئوليات المواطن في التعليم المسيحي وحقوق المواطنة في الكتاب المقدس ومسئوليات المواطن المسيحي في العالم الإسلامي اليوم ومسئوليات الدولة لضمان حقوق المواطنة والسياق العام للحوار في مصر ولكنه تطرق للخبرات الايجابية في أماكن مختلفة من العالم مثل باكستان وماليزيا والمملكة المتحدة وقوبلت الورقة بالشكر.