شيع الآلاف من أهالي قرى مركز منفلوط، جثامين الأطفال الذين لقوا مصرعهم صباح اليوم بعد أن صرح مدير نيابة منفلوط بدفن الجثث حيث اختلفت الآراء داخل القرى على أن هناك رأي لإقامة عزاء جماعي للأطفال، إلا أن بعض الأهالي رفض ذلك الأمر وفضل إقامة العزاء بطريقة فردية، واستقبل الأهالي العزاء بداخل القرى وذهب إلى العزاء المراكز المجاورة ولفيف من القوى السياسية والشعبية. أما حسين عبد الرحمن - تاجر وولى أمر لثلاثة تلاميذ، فقد كان منهارًا من البكاء لفقده ابنه الوحيد هشام واثنين من بناته كانوا يستقلون الأوتوبيس المنكوب في ذهابهم إلى المدرسة، وقد فوجئ بتلقيه الخبر بعد أقل من نصف ساعة من إعطائهم المصروف اليومي، ولم يعلم الأب أنها النظرة الأخيرة التي يطل على أولاده الثلاثة الذين راحوا ضحية الإهمال وعدم تحمل المسئولية. وأضاف محمد علي خال التلاميذ، أنهم لاقوا العذاب في التعرف على ذويهم لعدم ظهور ملامح كافية لهم، وقال محمد والدموع تظرف من عينيه : "حسبي الله ونعم الوكيل في اللى كان السبب". بينما كان أحمد عبد اللطيف أحد أبناء الجماعة الإسلامية ووالد الطفل يوسف طالب بالصف الثالث الابتدائي، منهارًا منذ سماع الخبر الذي سقط كالصاعقة عليه وعلى أفراد أسرته فى ظل تفوق طفله دراسيًا ونجاحه فى حفظ عدد من أجزاء القرآن الكريم، وكان يعد لتقديم جائزة له بعد نجاحه بتفوقه بالمرحلة الثالثة، ولم يتخيل الوالد أن تقبيله لنجله فى الصباح الباكر قبل استقلاله الأتوبيس، سيكون القبلة الأخيرة .
في ذات السياق نظم العشرات من القوى السياسية سرادق عزاء في الشارع بمدينة أسيوط، أمام مبني ديوان عام المحافظة في ظل غياب كامل من القيادات التنفيذية وانشغالهم بتوديع رئيس الوزراء بمطار أسيوط.
ومن ناحية أخرى قام الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء بتقديم واجب العزاء لعدد 15من أهالي أسر الشهداء من منكوبي الأتوبيس داخل مطار أسيوط الدولي بعد أن قامت الجهات التنفيذية باستدعائهم من القرية إليه بالمطار، بعد أن فشل في لقائهم داخل القرية، بسبب احتجاجات الأهالي وقطعهم للطريق، مؤكدًا لهم أنه لن يتم التهاون مع المتسببين في الحادث وأن مجلس الوزراء يتابع مع النيابة العامة التحقيق عن كثب ثم غادر أسيوط متجهًا إلى القاهرة.