حاكموا مجلس نقابة الصحفيين أو حاكمونا.. حاكموهم بتهمة ذبح قانون الصحافة ودور النقابة فى مساندة ودعم زملائهم المعتصمين داخل قاعة "كامل زهيري" المخصصة لاجتماعات المجلس منذ أكثر من 40 يوماً والبالغ عددهم أكثر من 250 صحفياً من 13 صحيفة حزبية ومستقلة كلها توقفت فجأة عن الصدور، منها ما تخطى 4 سنوات من التوقف وأهدرت حقوق صحفييها المادية والأدبية، حيث توقفت مرتباتهم تماماً مع توقف صدور صحفهم ولم تسدد تأميناتهم الاجتماعية، وبالتالى تم إغلاق ملفاتهم التأمينية ولم تضف لهم علاواتهم الاجتماعية. إنها كارثة وفضيحة بكل المقاييس وبكل لغات العالم أن يتحول فرسان الصحافة والقلم الجريء والشريف والمقاتلين الأوائل فى معركة الإصلاح السياسى والاجتماعى والاقتصادى إلى أسرى فى محراب وفلك وأهواء وأمزجة بعض أصحاب الصحف الحزبية والمستقلة، فى ظل الموت الإكلينكى للنقابة ومجلسها الموقر فى الدفاع عن حقوق الصحفيين ليكون موقف المجلس الأعلى للصحافة من أصحاب تلك الصحف هو حمايتهم فى المقام الأول والأخير ليس غريباً ولا صدمة على الإطلاق.. تصوروا مجلس نقابة الصحفيين لا يدافع عن الصحفيين بينما الأعلى للصحافة يدافع عن أصحاب الصحف.. يا للهول!! هل هى مفارقات القدر أم مفارقات الألاعيب والتربيطات فى انتخابات مجلس النقابة، التى أفرزت مجلساً ضعيفاً هان عليه أكل لحوم زملائه فى الصحف الحزبية والمستقلة.. أم هى مفارقات حماية المصالح الشخصية لأعضاء المجلس المحترم من واقع الكراسى النقابية على حساب الجماعة الصحفية.. أقولها بالفم المليان وبكل صراحة وجرأة وحرقة: حاكموا مجلس النقابة، إنها فضيحة بجلاجل بل أم الفضائح والمهازل أن يؤازر ويشارك ويتضامن، قل ما شئت أو ما يحلو لك أن تقول، يشارك عدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين والنقابيين ويتضامنون، وعلى رأسهم د. كمال الهلباوي، المتحدث الرسمى السابق باسم الإخوان، ود. يحيى القزاز، عضو مؤسس فى حركة "9 مارس" والنقابى عبد الرحمن خير، والحقوقى حافظ أبو سعدة، يتضامنون مع زملائى المعتصمين وأنا منهم فى عدة مؤتمرات صحفية عقدها زملائى فى مقر اعتصامهم المفتوح داخل النقابة، ولا يتضامن أعضاء مجلس نقابتهم معهم ولا يشاركون فى مؤتمراتهم من تداول قضيتهم.. ماذا يثبت ذلك؟! يثبت أن مجلس النقابة باع زملاءهم المعتصمين لأصحاب صحفهم.. يثبت ذلك أن مجلس النقابة يستهدف شق صفوف المعتصمين وتطفيشهم وبيع قضيتهم والتستر عليها. وهذا إن دل فإنما يدل على أن مجلس النقابة لا يحمى إلا مصالحه الخاصة على حساب الجماعة الصحفية.. ألم أقل لكم إنها فضيحة بجلاجل بل أم الفضائح؟! إن جريمة مجلس النقابة المحترم بالإضافة إلى كل ما سبق أنه ترك زملاءه المعتصمين يتسولون حقوقهم ومطالبهم المشروعة على أبواب مجلس أحمد فهمى "الشورى سابقاً" بوقفات احتجاجية تمخضت فولدت "محمد نجم" أمين عام المجلس الأعلى للصحافة ليظهر على الأحداث ويحصل على طلبات بمطالب المعتصمين، ومنذ وقتها واختفى "نجم" من على الساحة، ولم يرد على طلبات المعتصمين حتى الآن بعدما حقنهم بجرعة مسكنات عالية لم يفيقوا منها إلا بعد فوات الأوان، وأقول بعد فوات الأوان لأن أكثر من 250 صحفياً قادرين بتصعيد اعتصامهم على هز قصر الاتحادية والعروبة ومجلس الشورى والمجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين، بل وهز مصر المحروسة كلها، لكن مسكنات "نجم" كانت أكبر من أى هزة صحفية، يكفى أن تعرف أن 40 يوماً مرت على اعتصام الصحفيين لم تنجح إلا فى منع أعضاء مجلس النقابة من دخول قاعة "كامل زهيري" مقر اجتماعهم، وأحياناً من دخولهم النقابة، خوفاً من ثورة زملائى عليهم.. حتى ثورتهم على سلالم النقابة ووقفاتهم الاحتجاجية أمام المجلس الأعلى للصحافة لم تأتِ بثمارها حتى الآن، إن جريمة مجلس النقابة الموقر بتخاذله دفع زملائى المعتصمين إلى اقتحام ندوة أو مؤتمر صحفى نظمه المحترم محمد عبد القدوس، مقرر لجنة الحريات بالنقابة، حول اتفاقية كامب ديفيد بمشاركة مستشار رئيس الجمهورية محمد عصمت سيف الدولة، الذى وعد ملائى بعرض مشكلتهم على الرئيس، ومنذ وقتها لا حس ولا خبر، لعل المانع خير يا سيف الدولة! تصوروا.. محمد عبدالقدوس، عضو مجلس النقابة، ينظم ندوة عن اتفاقية كامب ديفيد ولا ينظم ندوة أو مؤتمر صحفى تضامناً مع زملائه المعتصمين إلا أنه بعد واقعة اقتحام المعتصمين ندوته تمخض القدوس فأصدر بياناً تضامنياً مع زملائه ومنذ وقتها لم يره أحد.. يا قدوس. إن جريمة مجلس النقابة "المبجل قوى" أنه أشعل انتفاضته وثورته وأقام الدنيا ولم يقعدها من أجل سواد عيون جمال عبدالرحيم، وعقد أكثر من 3 جلسات طارئة، كان آخرها وليس بآخر الاثنين الماضى، وأصدر العديد من البيانات تضامناً معه فى أزمة إيقافه عن العمل من رئاسة تحرير الجمهورية بفرمان أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى، رئيس المجلس الأعلى للصحافة، رغم أن نقابة الصحفيين هى الجهة الوحيدة المنوط بها معاقبة الصحفى على أخطائه فما بالك أن جمال عبد الرحيم اعتذر عن خطأه فى نشر خبر عن صدور قرار بمنع المشير طنطاوى والفريق عنان من السفر خلال ساعات، رغم أن صحفاً عدة نشرت نفس الخبر ولم يحاسب رؤساء تحريرها، بما يؤكد أنها تصفية حسابات سياسية، المهم أن مجلس النقابة أشعل ثورته من أجل جمال عبدالرحيم خلال ساعات قليلة من فرمان إيقافه عن العمل بينما لم ينتفض ولم يشعل ثورته ولم يغضب ولم يتضامن، حتى وهو أضعف الإيمان، "أضعف دور لمجلس النقابة" مع زملائه المعتصمين، فين؟ داخل النقابة. فماذا نسمى هذا؟ الكيل بمكيالين أو التعامل بمزدواجية؟ أقولها: لا وألف لا. فلا تلك ازدواجية ولا كيل بمعيارين.. أقولها بصراحة وبكل صراحة إنهم يحمون مواقعهم القيادية من خلال لعبة كراسى النقابة.. ومن هنا أقولها وبالفم المليان إن نقابة الصحفيين للبيع.. مين يشتري؟ ومازال المزاد العلنى مستمراً لحين إشعار آخر.. إن جريمة مجلس النقابة "الضعيف قوى" أنه لم يكتفِ بكل جرائمه السابقة بل تستر على واقعة جمال عبدالرحيم الموقوف من رئاسة تحرير الجمهورية وعاد إليها بحكم قضائى مؤخراً، لكنه لم ينفذ حتى الآن.. تستر عليه عندما اجتمع برؤساء تحرير الصحف الحكومية، وأقول الحكومية وليست القومية، لأنها عزبة وتكية لمجلس الشورى وليست ملكاً للشعب رغم أنف القانون والدستور.. ودستور يا مصر.. أقول اجتمع برؤساء تلك الصحف وحرضهم على عدم قبول المعتصمين بالنقابة داخل صحفهم.. وكأن جمال عبد الرحيم هذا نصب نفسه رئيساً لمجلس الشورى الذى أذاقه من كأس الظلم مرتين: الأولى عندما أوقفه عن العمل، والثانية عندما رفض تنفيذ حكم قضائى مؤخراً بعودته لمنصبه، بل وقدم استشكالاً كمان عبر أحد محرر الجمهورية، على حسب رواية جمال عبد الرحيم نفسه، أو كأن جمال عبدالرحيم هذا المالك الأوحد لتلك الصحف الحكومية. إن جمال عبد الرحيم الذى تحول إلى أسد على زملائه المعتصمين بالنقابة والذين نهش لحومهم وكسر عظامهم غياب تفعيل قانونى الصحافة والنقابة، نجده فى أزمته مع رئيس مجلس الشورى تحول إلى نعامة.. والحدق يفهم.. يا جمال ارحم مَن فى الأرض.. ارحم زملاءك المعتصمين.. يرحمك مَن فى السماء. الرسالة وصلت يا جمال ولا نقول كمان.. نقول فهمت حاجة؟ أى حاجة؟ ربما. وكانت الأنباء قد ترددت بقوة داخل الأوساط الصحفية وتسربت للمعتصمين بموقف جمال عبد الرحيم السالف ذكره معهم، ربما تكون الواقعة شائعة، ربما تكون حقيقية، الله أعلم.. فإن لم تكن حقيقية فأنا من الآن وصاعداً أقدم خالص اعتذارى وأسفى الشديدين وأقبل أيدى وقدمى بل ورأس زميلى العملاق جمال عبدالرحيم. يا سادة.. فهمتوا حاجة ولا نقول كمان؟ لا لن أقول.. وعاش نضال الصحفيين المعتصمين ولكنه لن يعيش إلا باعتصامات مستمرة أمام قصر الاتحادية فلسنا أقل نضالاً من نضال الأطباء والمعلمين الذين حصلوا مؤخراً على كادرهم على مراحل مختلفة.. أقولها إنه لا نضال لنا معشر الصحفيين المعتصمين إلا أمام الاتحادية، ولا شىء غير الاتحادية، وأقولها لزملائى بصرخة ألم وحسرة إن واقعة الألف جنيه أو كشوف البركة التى حرم منها مؤخراً بعض من يستحق وحصل عليها بعض من لا يستحق، نقصد الإعانة، رغم أن قانون الصحافة كفل للصحفيين الموقوفين أو المفصولين فصلاً تعسفياً عن العمل صرف معاش بطالة لهم على مدار سنتين متتاليتين، وليس صرف إعانة مرة واحدة فقط.. التلاعب حتى فى قوانين الصحافة.. والمتاجرة حتى بالأزمات والمصائب.. المهم أعلنها صراحة لزملائى أن تلك الكشوف ما هى إلا وقيعة بينكم بغية شق صفوفكم.. طيب لصالح مين؟ أنا مش ح اقول.. حد يقدر يقول. أدلل على شق الصف هذا بالجدل الدائر حالياً بين زملائى حول كشوف البركة وكأنها هى قضيتنا بينما نسينا قضيتنا الأساسية، ألا وهى توزيعنا على المؤسسات الصحفية القومية وسداد تأميناتنا الاجتماعية وصرف مرتباتنا منذ توقف صدور صحفنا وإضافة العلاوات الاجتماعية لها، فانتبهوا يا زملائى ولن أقولها لكم تانى.. ولأن شمس الحقيقة لا تغيب ولأن الأمل لا يمكن أن يموت ولأن النجوم تتلألأ فى الليل تملأ الدنيا نوراً وأملاً واستقراراً فكان هذا القمر وتلك الشمس وهذه النجوم هو نقيب الصحفيين المحترم "ممدوح الولى" الذى يطلق نوره وقمره ونجومه فى جنبات الأزمة من أجل حلها فى مفاوضات ومشاورات سرية أخذها على كاهله هو ومجموعة من شرفاء هذا البلد بعيداً عن مجموعة ال 11 أقصد باقى أعضاء المجلس.. وادعوا معايا وقولوا يا رب... أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]