المفكر الإسلامي الأمريكي الدكتور روبرت كرين مستشار الرئيس الأمريكي نيكسون وأستاذ العلوم السياسية هو أبلغ رد على العلمانيين والليبراليين والشيوعيين في بلادنا.. أما بالنسبة للشيوعيين فقد كان روبرت كرين أول أمريكي تم السماح له بالدراسة في جامعة ميونخ بألمانيا المحتلة وهناك كتب كتابًا يهاجم فيه الماركسية عنوانه: (الأيديولوجية الدكتاتورية وديناميكيات المقاومة لها) وقد تم سجنه آنذاك وهو في العشرين من عمره ثم عاد إلى أمريكا حيث حصل على الدكتوراه في العلوم السياسة.. وكان يحس في أعماقه بخطأ أمريكا الرأسمالية المتوحشة ويحس في نفس الوقت بخطأ الاتحاد السوفيتي والماركسية وظل يبحث عن اليقين حتى وجده في الإسلام.. ووجد أن الاسلام هو الحل الصحيح والوحيد كما يقول هو في كتابه (نموذج للسياسة الإسلامية): (إن الإسلام يحقق الحرية والعدل معا وهما ما ينقص العالم وما تريده كل الشعوب).. وقد عينه الرئيس الأمريكي نيكسون عام 1969 مستشارًا له فكتب آنذاك كتابًا بعنوان (توجيهات جديدة للسياسة الأمريكية) إذ كان يريد روبرت كرين إبعاد أمريكا عن سياستها العدوانية الغاشمة الموالية لإسرائيل وأن تؤيد الحق العربي الإسلامي للفلسطينيين وأن تطبق الشريعة الإسلامية أي العدل في الداخل والخارج.. وقد عينه رونالد ريغان سفيرًا للولايات المتحدة في دولة الإمارات العربية وهناك أقام علاقات مع الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ولكن آراءه واتجاهاته الفكرية لم تعجب (هيج ) فتآمروا عليه وطردوه من البيت الأبيض وفصلوه من الخدمة.. ولكن هذا القهر والمصادرة للرأي والإقصاء لم يثنه عن الدعوة لفكره الإسلامي فأسس رابطة المسلمين في أمريكا وأدار المركز الإسلامي في نيويورك وأصدر مجلة الأمريكي المسلم وعمل مستشارًا لحركة حماس (الإخوان المسلمين) في فلسطين وكتب 12 كتابًا يدعو فيها إلى الإسلام وتطبيق الشريعه الإسلامية منها كتابه (القانون الأسمى) أي القانون السماوي وهو الشريعة الإسلامية وكذلك كتابه (نموذج للسياسة الإسلامية) والذي وضع فيه لأمريكا وللعالم طريق الخلاص بالإسلام عمليًا وتطبيقيًا.. وكذلك كتابه (كوسوفا والشيشان) والذي يدافع فيه عن المسلمين ضد الصرب وضد حكام روسيا وكذلك كتابه (دور الدين في أمريكا) وكتابه (التحدي الإسلامي في أمريكا والعالم) وكتابه (الاستراتيجية الكامله للعدل) وفيه يقول: (إن العدل وحقوق الإنسان في الغرب تضيع وأنها مجرد شعارات زائفه وتمثيليه هزليه وذلك لأن المبدأ الحاكم في الغرب هو النسبية والمصلحة التي تتضارب وبذلك يتم الكيل بمكيالين ففي داخل المجتمعات الغربية حقوق لطبقة الأثرياء بينما لا عدل ولا حقوق للفقراء المسحوقين.. أما في الخارج فهو عدل وحقوق لدول الغرب فقط وليس لشعوب العالم الثالث.. أما الإسلام فهو وحده الذي يحقق بالفعل حقوق الإنسان والعدل لأنه عدل مطلق وواحد وذلك لأنه أمر إلهي والله مطلق وواحد).. والدكتور روبرت كرين يرد بذلك على ابن تيميه الذي قال إن الحاكم العادل الكافر خير من الحاكم الظالم المسلم.. وربما كان لابن تيميه عذره في أنه يريد تأكيد قيمة العدل ولكن روبرت كرين يقول إن الكافر لا يمكن أن يكون عادلًا أبدًا والمسلم الحقيقي لا يمكن أن يكون ظالمًا أبدًا وإن العدل لا يتحقق إلا في ظل الإسلام ويشهد التاريخ على ذلك منذ عاد وثمود والدولة الرومانية قديمًا حتى الدكتاتوريات العلمانية حديثًا على يد هتلر وموسوليني وستالين فلم يشهد التاريخ إطلاقًا عدلًا كعدل النبي صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز.. أليس بعد كل هذا يكون الدكتور روبرت كرين في حياته ومؤلفاته ودعوته لتطبيق الشريعة الإسلامية هو أعظم رد على العلمانيين والليبراليين والشيوعيين (الجاهليين) في بلادنا.. ترى هل نصدق أكاذيبهم وترهاتهم وهم لا يعرفون حقيقة الغرب ولا حقيقة الإسلام أم نصدق الدكتور روبرت كرين الذي خبر حياة الغرب وعرف الإسلام أكثر مما نعرفه نحن؟ عبير