طالب الدكتور محمد مورو المفكر الإسلامي، الإسلاميين في الحكم بإنشاء مجتمع قوي يعتمد على نفسه حتى تنتهي التبعية الغربية، مشيرا إلى أن المجتمع القوي أهم من بناء الدولة القوية لأنه طريق إليها، وأن أي معركة بين الاستعمار وبين القوى الشعبية والمجتمعية ينتصر المجتمع فيها، مشددا على أن إنشاء دولة قوية وإضعاف المجتمع من شأنه أن يسقط الدولة والمجتمع. وأكد مورو خلال كلمته التى ألقاها في مؤتمر التيارات الإسلامية وتحدي السلطة الذي ينظمه منتدى الوسطية العالمي، أن لفظ الإسلاميين ليس حكرا على الإخوان والسلفيين فقط، بل يشمل كل من يتبنى تفكيرا إسلاميا يحاول تحقيقه، مطالبا التيارات الإسلامية بترك حساب المصالح والمفاسد وتناول الأمور بطريقة سياسية. وأضاف مورو أنه على الحركات الإسلامية إسقاط خطاب العنف لأنه لن يؤدي إلا إلى عنف مقابل، موضحا أن التيارات الإسلامية العاملة بالسياسية تركت العنف لأن اللحظة غير مناسبة للعمل، بينما ما زالت تتبناه في تفكيرها وعقيدتها. وتابع: "الإسلاميون في بداية مرحلة التمكين، وعليهم البدء في تكوين فقه التمكين ونبذ العنف وتبني منهج إسلامي اقتصادي عادل وبناء فكر ثقافي ضد الرأسمالية والاشتراكية". وتوقع مورو أن تتكون الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة في خلال خمسين عاما وستتحرر فلسطين وذلك سيحدث لبداية التحرك الإسلامي في المنطقة. وأوضح أن الإسلاميين الذين في السلطة أمامهم تحديان، الأول الفصل بين السلطات وعدم تغول سلطة على الأخرى، والثاني هو الانحياز إلى الفقراء تجنبا لثورتهم لأنه إذا جاع الناس فلا أمان لأحد، مطالبا الإسلاميين بأنهم إذا لم تكفِ الزكاة وميزانية الدولة لرعاية الفقراء فعلى الدولة أن تأخذ من الأغنياء لتعطي الفقراء. ووصف مورو من يمنعون التفكير بأنهم قوى شيطانية، لافتا إلى أنه على الدعاة الإسلاميين أن يناضلوا من أجل تحرير الفكر ومحاربة القوى الشيطانية التي تمنع الناس التفكير. وأضاف: "إكراه الناس على الإسلام وعلى الإيمان، يجعل الناس يكرهون الإسلام والإيمان ويحقق مخطط الشيطان"، موضحا أنه على الإسلاميين أن يعملوا على إزالة الظلم وهو المنهج الجهادي الذي يسعى إلى إزالة الاستبداد والظلم".