شدد تواضروس الثاني بابا الكنيسة الأرثوذكسية القبطية على ضرورة أن يراعى الدستور الجديد كل المصريين، مؤكدا أن الكنيسة ستعارض أي نص يراعي مصلحة الأغلبية المسلمة وحدها. وقال تاوضروس ل"رويترز": إن المسيحيين يجب أن يكونوا أكثر إيجابية في السعي لتشكيل الوضع السياسي في مصر بعد الثورة المصرية، معتبرا أن "جمال المجتمع المصرى فى تنوعه". وقال البابا تواضروس: إن الدستور الجديد يجب أن يظهر التنوع في المجتمع المصري، مضيفاً "لو تم تقديم دستور جيد.. يراعى التنوع فبلا شك مصر ستتقدم كثيرا، بخلاف لو أن الدستور خاطب جزءا من الشعب وأهمل جزءا آخر فهذا سيرجع بالوطن إلى الوراء." وعندما سئل عما سيفعله إذا امتلأ الدستور بمواد تتحدث عن المرجعية الإسلامية أجاب قائلا "سنعترض" لكنه لم يحدد أي النصوص التي سيعتبرها مغرقة في الجانب الإسلامي ، مؤكدا فى الوقت ذاته أنه لن يدعو المسيحيين للنزول إلى الشارع. وقال: "نحن نؤمن بالتعبير السلمي والتعبير من خلال القنوات الشرعية ومن خلال المطالبة بالحقوق والإصرار على هذه المطالبة أي أن الإنسان لا يترك حقه أبدا لكن بطرق مشروعة وطرق تحفظ سلام المكان وسلامة البلد." وأضاف: "الكنيسة لا تلعب أي دور سياسي نهائي، فالكنيسة ليس لها علاقة بالسياسة"، حسب قوله، مشيرًا إلى إن هناك أصواتا مماثلة لأصوات المسيحيين بين الساسة الليبراليين والمسلمين المعتدلين من المسلمين، ممن يعترضون على ما اعتبروه مساعي الإسلاميين ل"الهيمنة" على عملية صياغة الدستور. لكن البابا الجديد قال "إن الوقت حان كي يلعب المسيحيون دورا أكبر في السياسة كي يضمنوا حقوقهم مثلهم مثل أي مواطن بعد سنوات من الانسحاب من الساحة السياسية وترك الكنيسة تقوم بدور المدافع عن هذه الحقوق". ورغم أن البابا تواضروس يؤكد أنه سيكمل ما بدأه البابا شنودة فإن تصريحاته تشير إلى تحول عن موقف سلفه الذي كان بعض المسيحيين ينتقدونه بسبب مواقفه ذات الطابع السياسي وتحالفه مع مبارك. وقال: "يوجد تطور في المجتمع وفيه تشجيع من الكنيسة على أن الإنسان كمواطن مصري يجب أن يبحث عن حقوقه وينبغي أن يؤدي واجباته، مضيفا أن مصر ما بعد الثورة تتيح للمسيحيين فرصة للتعبير عن مطالبهم بقدر أكبر من الصراحة. ومضى يقول "أنا أحفز أبنائي على المشاركة في الأحزاب وفي التعبير عن الرأي وفي الأسر الجامعية في الكليات والجامعات ويندمجوا في المجتمع." وعبر عن تفاؤله بالنسبة لوضع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط ككل قائلا: "إن المسيحيين لن يثنيهم العداء الذي ربما يجدونه من البعض" مضيفا "الإنسان المسيحي كالنخلة.. نضربها بالطوبة تأتي لنا بالبلح ".