سعة آلاف متظاهر حشدتهم حركة كفاية في وسط القاهرة ، التحم بها الآلاف من المواطنين العاديين ، حيث سارت المظاهرات بسهولة مدهشة في شوارع وسط القاهرة ، في حالة هي الأولى من نوعها منذ قرابة ثلاثين عاما ، وتحديدا منذ العام 1977 ، ففي وسط ميدان التحرير وقف عدد من قيادات حركة كفاية يدلون بتصريحاتهم لصحفيين قبل القيام بأكبر مظاهرة منذ نشأتها حيث أكد عبد الحليم قنديل المتحدث الرسمي باسم الحركة أن كل ما عرضته الحركة من وقفات احتجاجية ومظاهرات من أول إنشائها حتى الآن هي مظاهرات تجريبية وأن خط التظاهر لن يتوقف بعد 7 سبتمبر وأضاف أنه يعتقد أن تتزايد أعداد المتظاهرين بعد الانتخابات بانضمام أحزاب المعارضة مثل الغد والوفد اللذين شاركوا في الانتخابات بعد أن يكتشفوا أنهم لم يحققوا شيء وأن التغيير لن يأتي إلا من الشارع وأنه يعلن بفخر أن الحركة نجحت في ذلك وأنه سينهج نهجا جديدا بعد يوم 22 سبتمبر حيث مناسبة مرور عام على ميلاد الحركة. وبتوافد أعداد أولية من المتظاهرين أفتتح محمد عبد القدوس المظاهرة بالهتافات المنددة بالحكم ، وأما شباب من أجل التغيير فقد افتتحوا بهتافهم :"باسم ال7 مليون عاطل ..ترشيحك يا مبارك باطل" حيث أندفع المتظاهرون إلى الميدان في جو خال تماما من أي تواجد أمني الأمر الذي أحدث صدمة للحركة ولكل التوقعات مما دفع المتظاهرين إلى الهتاف العشوائي وإنشاء التكتلات غير الموحدة في قلب الميدان مما أحدث شل لحركة المرور على مدار ساعة كاملة الأمر الذي فسره قياديون بحركة كفاية للمصريون على أنه أمر طبيعي لحركة تقود أول تجربة لها في مجال التظاهر السلمي بدون تدخل أمني. ولكن المتظاهرين لم يلبثوا أن وحدوا صفوفهم وتجمعوا خلف كمال أبو عيطة الناشط المعروف بكفاية والذي أخذ يقود المتظاهرين بهتافات منددة بالقيادة السياسية وهتافات أخرى تندد بالفساد الذي ألت إليه البلاد. هذه المسيرة الأخيرة دخلت إلى شارع التحرير وانتظمت به متوجهه إلى ميدان باب اللوق وهي في تزايد مستمر لانضمام المواطنين إليها ومن ميدان باب اللوق لفت إلى شارع طلعت حرب ومنه إلى ميدان طلعت حرب حيث وقفت لمدة غير طويلة لتحدد استكمال مسيرتها في شارع مصطفى كامل وصلا إلى ميدان مصطفى كامل ومنه إلى ميدان الأوبرا حيث وصلت في هذه المرحلة إلى ذروتها حيث وصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من ستة آلاف متظاهر ومواطن عادي مقسمين على مجموعات مجموعة أمامية يقودها شباب من أجل التغيير ومجموعة في المنتصف يقودها أعضاء حركة كفاية ومجموعة في المؤخرة تضم قيادات الحركات والأحزاب المشاركة إلى جانب عشرات المواطنين. وكانت المسيرة تعتزم الاستمرار في السير في ميدان رمسيس إلا أن القيادات الأمنية استطاعت أن تفضها حيث نصبت للمتظاهرين كمين في ميدان الأوبرا بالعتبة باستئجار عدد من البلطجية والسوابق والمرشدين للأمن للقيام بتفريق المتظاهرين حيث بدأت هذه المجموعات التي لم تتعدى 200 شخص بالاعتداء على الشباب ومحاولة إقامة اشتباك بينهم ولكن المتظاهرين استطاعوا أن يفوتوا الفرصة عليهم حيث أنفضت المسيرة وحددت نقابة الصحفيين مكانا لتجمع المتظاهرين المتفرقين وفي نقابة الصحفيين كان الأمر مختلفا حيث تراجعت مجموعات البلطجية التي لاحقت المتظاهرين حتى مبنى النقابة بعد أن فشلوا في تشويه المسيرة وبحالات الشغب التي تسببوا فيها عمدا وبتعليمات أمنية من قيادات أمنية بمنطقة الموسكي والعتبة وأمام النقابة أفترش المتظاهرين الأرض واستمروا في هتافهم ضد النظام والفساد حتى أعلن جورج إسحاق منسق عام الحركة في كلمة له أن المظاهرة كانت ناجحة لأبعد الحدود فهي المرة الأولى التي تسير فيها مظاهرات في الشوارع منذ عام 1977 وطلب من المتظاهرين أن يحافظوا على هذا النجاح وأن ينصرفوا بهدوء في الساعة الرابعة والنصف على أن تقام مظاهرة أخرى للحركة يوم السبت بميدان طلعت حرب احتجاجا على نتيجة الانتخابات المحددة سلفا حسب قوله.