أكد المفكر القبطى رفيق حبيب أن المجتمع يعانى من حالة جدل تثيرها النخب العلمانية التى تتصور أن مجرد وجود الدين في الحياة السياسية سيمنع من تطبيق وممارسة الديمقراطية, مؤكداً أن هذا الفكر به نوع من الانحياز الحضاري للنموذج الغربي. وقال حبيب عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك: "حالة الجدل التى تثيرها النخب العلمانية، هى حالة افتراضية غير واقعية، فتأثر النخبة بالرؤى الغربية، يمنعها من فهم المجتمع الذي تعيش فيه، لدرجة أن الكثير من النخب العلمانية، تتصور أن مجرد وجود دور للدين في الحياة السياسية، سوف يمنع من ممارسة وتطبيق الديمقراطية. وأضاف أن هذا التصور فيه من الانحياز الحضاري للنموذج الغربي، ما يؤدي إلى تصورات خاطئة, ففي المجتمعات الغربية تتشكل التيارات السياسية، وتعبر عن رؤى مختلفة للهوية والسياسات العامة، طبقا للعوامل الفاعلة في المجتمع, وفي المجتمعات العربية والإسلامية، تتشكل أيضا رؤى سياسية للهوية والسياسات العامة، ولكن طبقاً للعوامل الفاعلة في المجتمع. واستطرد حبيب أن الدين هو العامل الفاعل الأول، لذا تتشكل الرؤى السياسية بناءً عليه، وهذا لا يمنع التطبيق الديمقراطي، لأن الديمقراطية في جوهرها، هي تمكين المجتمع بمختلف تياراته من صناعة القرار السياسي وتشكيل النظام السياسي العام، لذا فما تطرحه بعض النخب العلمانية، يثير قضايا لا ترتبط بالمجتمع، وتخلق حالة من الجدل الافتراضي، الذي لا يرتبط بالواقع، ولا يفيد المجتمع.