في إحدى حلقات برنامجها المعروف "بانوراما" أذاعت القناة الأولى بشبكة B. B. C البريطانية الفيلم التسجيلي "مسألة قيادة" ، وقدمته على أساس محاولة منها لفهم واقع المجتمع الإسلامي في "بريطانيا" خصوصا بعد أحداث السابع من يوليو الماضي . ولكن الفيلم كان بمثابة الصدمة لكل من شاهده ، فمن أول مشهد يمكن لأي أحد أن يلحظ العداء العلني والمستتر أيضا ، والتحريض المستمر على كراهية الإسلام والمسلمين عموما ، لا سيما مسلمي بريطانيا على وجه الخصوص . ولم يكتف الفيلم بالعديد من المشاهد العدائية للإسلام والمسلمين ، بل تجده يؤكد على أن الإسلام ما هو إلا دين سفك دماء وقتل أبرياء فقط ، فتجد المخرج ينطق بلسان أحد المسلمين في فيلمه بقوله "إنه لشرف كبير أن نقتل هؤلاء الناس ، فالإسلام ليس دين كلام فقط وإنما يجب أن نصل لأشخاص لديهم القدرة على الفعل" . والعبارة بعدائيتها الشديدة لا تتفق وما أعلن أن الفيلم يتناول بالأساس أوضاع المسلمين في بريطانيا ، وخصوصا بعد الأحداث الأخيرة الدامية في لندن . من جانبه أكد الدكتور داود عبد الله مساعد رئيس المجلس الإسلامي البريطاني أن ما تضمنه البرنامج من حديث خاص للسيد إقبال سكراني رئيس المجلس الإسلامي البريطاني ، تعرض لتحريف متعمد ، حيث خدع معدو برنامج "بانوراما" سكراني وأوهموه بأن الفيلم سيستغرق 60 دقيقة وتحدثوا معه في نواح شتى ، منها استخدام كثير من تفاسير القرآن لفظ الكافر لتشير به إلى المسيحيين واليهود ، وعلى الرغم من أن الفيلم يتناول بالأساس تداعيات أحداث 7 يوليو في لندن إلا أن المذيعين لم يتطرقوا في حديثهم مع سكراني لهذه المسألة أبدا ، كما أنهم استخدموا عباراته في غير ما قيلت فيه . أثار فيلم "مسألة قيادة" ردود أفعال واسعة حتى بين المسئولين الإعلاميين في الخارجية البريطانية ، وعبروا عن استيائهم الشديد من الفيلم الذي يحاول وضع فتيل أزمة وفتنة بين أركان المجتمع البريطاني ، حيث يمثل المسلمون في بريطانيا حوالي 2 مليون بحسب الإحصائيات الأخيرة ، كما أكد المسئولون على أن قيادات الجالية الإسلامية تضامنت مع الحكومة البريطانية في عقب أحداث يوليو وأدانت هذه التفجيرات ووصفتها بالإرهابية . كما صدرت الصحف البريطانية في اليوم التالي لإذاعة البرنامج تدين بشدة هذه الحلقة المشبوهة ، ووصفت بعض الصحف معدي برنامج "بانوراما" بالعدائية الشديدة للمسلمين ، مؤكدين أن البريطاني المسلم تعرض لظلم فادح من خلال تحريض وسائل إعلام بارزة مثل B. B. C على كراهيته بهذا الشكل المشين ، والحكم عليه من منطلق النظرة الصهيونية إلى الإسلام ، ووصل الأمر في بعض الصحف مثل جارديان أنها لم تستبعد تمويل مثل هذه الحلقة بالتحديد من جهات صهيونية لها مصلحة في تعبئة الرأي العام ضد المسلمين في أوروبا .