دعا الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي إلى سوريا، على ضرورة تبني مجلس الأمن الدولي إعلان جنيف لحل الأزمة السورية. وأكد لافروف والإبراهيمي مساء اليوم "الأحد" بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، على ضرورة الحوار مع المعارضة والحكومة واستبعاد التدخل العسكري. من جانبه شدد لافروف على تمسك روسيا في استمرار بشار الأسد، ووقف الأطراف التي تغزي المعارضة السورية من القتال حتى النصر، معلقًا على ذلك بالقول "هذه الوصفة التي يدعوا اليها شركاؤنا الغربيون وأصدقائنا الأخرين تسبب المزيد من نزيف الدماء وحينها لا تتوقع من روسيا أي شيء في هذه الحالة" جاء ذلك خلال مؤتمرًا صحافيا ثلاثيا ضم خلال مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، عقب جلسة مباحثات على عشاء عمل استغرق نحو ساعتين ونصف. عدم اتفاق: من جهته قال نبيل العربي، أن الاجتماع الثلاثي ناقش تحليل الموقف ومراجعة ما تم حتى الآن والنظر في الموف الحالي وهل هناك وسائل تقدم. وقال العربي: لم يتفق على شيء لكن بحثنا جميع جوانب الموقف، وكل طرف تحدث عن اهمية التقدم الى الأمام . ولفت العربي إلى أن جامعة الدول العربية تعطي اهتمام خاص وتركيز مطلق وتشعر بأهمية عنصر الوقت وترى ضرورة وجود سرعة شديدة لوقف نزيف الدم. استبعاد الحل العسكري: من جهته أكد وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف أن الأزمة السورية تقلقنا قلقا عميقا وهذه الأزمة تأتي بثمار سلبية جدًا على الاستقرار الإقليمي ودول الجوار. وقال لافروف: نحن نوافق في المبدأ أن ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية التي تؤثر على الوضع الإسلامي ايضًا، لذا علينا أن نحدد أولويات وقف وانقاذ حياة الناس الأبرياء ووقف العنف، داعيًا جميع الأطراف المتورطة في الأزمة الزام الأطراف السورية وقف اطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات وفق اعلان جنيف 30 يونيو الماضي والذي حضرته الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا.. وأكد وزير خارجية روسيا أن هذا الخط بالذات تمارسه روسيا الاتحادية، مشيرًا إلى أنه موسكو ربما هي البلد الوحيد التي تعمل مع جميع الأطراف السورية في الحكومة والمعارضة لإقناعهم على ضرورة وقف العنف والجلوس على طاولة المفاوضات ووقف العنف في وقت واحد وبدء الحوار على تشكيل الحكم الانتقالي. وتابع لافروف "للأسف الشديد بعض الدول المشاركة في لقاء جنيف تنصلت عن إعلان جنيف ولا تقوم بحوار مع الحكومة ولكن تتصل فقط بالمعارضة وللأسف تشجع المعارضة في أن تواصل الكفاح المسلح حتى النصر وهذا خط للأسف وينذر بعواقب وخيمة". وأعرب عن تفقاؤله بأن ترجع جميع الأطراف المشاركة في إعلان جنيف سوف إلى نص وروح هذا الإعلان، وحينها سوف نستيطع أن نعمل على هذا الأساس وندعم المبعوث المشترك الإبراهيمي. وأشار أنه مهما كانت الأزمة السورية ملحة فنحن لا نود أن يؤثر ذلك على ما يحدث بالمنطقة من القضايا الإقليمية المزمنة، قائلا: "ومن بين المهام الأساسية التي نراها هي مساعدة السلطات الليبية في السيطرة على الأوضاع في بلادهم وعلينا ألا ننسى القضية الفلسطينة وبين المهام الأولية هو عقد مؤتمر لإنشاء منطقة في الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل". وقال لافروف: نحن نحترم ودعمنا منذ البداية التطورات النبيلة للشعوب العربية للحياة الأفضل وعلينا ألا نسمح لهذه التطورات في زعزعة الاستقرار في المنطقة وألا تتحول للإرهاب وتدفق الأسلحة والمخدرات ونحن تباحثنا حول كافة هذه المواضيع في الاجتماع الثلاثي، وكان الحديث بيننا كان مفيد جدا". من جهته أثنى الأخضر الإبراهيمي، بالدكتور نبيل العربي، كما مدح وزير خارجية روسيا واصفًا إياه بالنجم الساطع من نجوم الدبلوماسية في العالم وأنه سعيد أن التقى به مرة ثانية في اقل من اسبوع من لقائهما في موسكو. وأضاف الإبراهيمي: تكلمنا مرة اخرى في الهم السوري وتكلم السيد لافروف باسهاب ولا اعتقد انه يختلف معنا اذا قلنا أن الوضع في سوريا سيء للغاية ويزداد سوءا يوما بعد يوم. طريقي الأزمة: وتابع الأخضر الإبراهيمي: أقول في كل مناسبة أن دم الأبرياء الذي يسيل في معظم الأحيان لن يؤدي إلى انتصار أي من الطرفين، وليس هناك حل عسكري للأزمة السورية، مخيرًا بين طريقين قائلا: الشيء الوحيد الموجود إما حل سياسي وعملية سياسية يتفق عليها الجميع أو أن سوريا سيكون مستقبلها سيء للغاية ولن تبقى الأزمة داخل الحدود السورية بل ستسيح وتتدفق بكل تأكيد في الدول المجاورة وقد تمس دول بعيدة جدًا عن حدودها". وقال الإبراهيمي: بعد الاتصالات العديدة التي اجريتها مع السوريين داخل وخارج سوريا ودول المنطقة ودول كبيرة والعديد من الناس في الأممالمتحدة سبتمبر كل يوم تزداد قناعتي أن في بيان جنيف الكثير مما يمكن وضعه كخطة لحل سياسي يرضي الشعب السوري ويحقق الطموحات المشروعة بالتغيير الحقيقي والجذري للشعب السوري. مجلس الأمن وجنيف: وأشار إلى انه من الأهمية بمكان أن يترجم ما أتى في بيان جنيف إلى قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى يكتسب القوة ليمكن من ترجمته مرة أخرى لمشروع سياسي قابل للتنفيذ في سوريا، قائلا أن هذا يتطلب من اعضاء مجلس الأمن أن يستمروا في الحديث مع بعضهم البعض إلى أن يتوصلوا إلى قرار يصدر عنهم ونتطلع إلى ذلك بكل أمل. التمسك بالأسد: وردًا على سؤال حول استصدار قرار من مجلس الأمن لوقف اطلاق النار، قال سيرجي لافروف: ربما لا نتحاج الى أي قرار ما دام لدينا اعلان جنيف وهذه الوثيقة تنص حول شرط وطلب واحد للسوريين اوقفوا العنف ونزيف الدماء وروسيا تتحدث في هذا الإطار مع الجميع المعارضة والحكومة، وربما هدف من محاولات بعض شركائنا الغربيون واصدقائنا الأخرون هو نزعة التنحي لبشار الأسد والقضاء على النظام السوري، وهذه وصفة للمزيد من نزيف الدماء ولا تتوقع من روسيا أي شيء في هذه الحالة، لذا على الأطراف المشاركة في اعلان جنيف دفع الأمور حول هذه الوثيقة واقناع الأطراف السورية لوقف اطلاق النار.