حذر تقرير أعدته لجنة الزراعة بمجلس الشعب من تجاهل الحكومة للمزارعين ورفضها حمايتهم عن مافيا استيراد التقاوي الفاسدة وأكد التقرير على ضرورة حماية الفلاح المصري الذي يتكبد خسائر مالية تقدر بالملايين نتيجة استخدامهم لتلك التقاوي التي يقوم باستيرادها مجموعة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة . وحمّل التقرير كلا من مافيا استيراد التقاوي والحكومة مسئولية ما يحدث للإنتاج الزراعي المصري وأشار التقرير إلى مطالبة نواب البرلمان برحيل الحكومة والدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بعد أن تخلت الحكومة عن مسئوليتها الدستورية في حماية المزارع المصري . وذكر التقرير العديد من المفاجئات الخطيرة في ظل فتح هذا الملف من خلال خمسة بيانات عاجلة وطلبات إحاطة خلال هذه الدورة والمقدمة من النواب الدكتور "طه عبد القوي" وكيل لجنة الصحة و"عبد المنعم العليمي" و"محمد وجيه خالد" و"محمد أحمد صالح" . وأشار التقرير إلى أن خسائر مزارعي البطاطس في محافظة الغربية خلال هذا العام بلغت مليون و560 ألف جنية نتيجة استخدام تقاوي فاسدة أصابت المحصول بالعفن البني . وقال "عبد المنعم العليمي" أن هؤلاء المسئولين يجب محاكمتهم جنائيا خاصة وأنهم لا يبغون سوى الربح السريع على حساب الفقراء من المزارعين وقال إن كميات كبيرة من التقاوي الفاسدة أفرج عنها من منافذ مصلحة الجمارك ووزعت على التجار بالمحافظات في غيبة الرقابة الزراعية والإرشادية . وأضاف العليمي أن المفاجئة الخطيرة أن معاينة الأجهزة الأمنية بوزارة الزراعة أثبتت أن تلك التقاوي مصابة بالعفن البني وفي طريقها للتحليل الكامل وأمام هذه المفاجئة قام المزارعون بتحرير العديد من المحاضر بمراكز وأقسام الشرطة . إلى ذلك أكد النائب "حسنين الشوره" أن معاينات الأجهزة المعنية بوزارة الزراعة أثبتت أن التقاوي المستوردة والتي تم زراعتها بكفر الزيات مصابة بالعفن البني بنسبة 90% وتساءل من المسئول ومن سيرفع الأضرار الواقعة على المزارعين الذين تنتظرهم المحاكم والسجون بعد استدانتهم وتوقيعهم على شيكات من أجل زراعة محصول البطاطس مشيرا إلى خسائر الفدان الواحد تصل إلى عشرة آلاف جنية . وحمّل الدكتور "محمد أحمد صالح" مسئولية ما حدث للمزارع المصري في جميع أنحاء الجمهورية إلى الحكومة المصرية وقال : " لقد وصل سعر طن البطاطس من 1200 جنية إلى 200 جنية للطن وقال إن المصيبة الأخرى تعنت الاتحاد الأوروبي في استيراد البطاطس المصرية وأخرها اليونان التي رفضت دخول خمسة شاحنات بطاطس مصرية تحت دعوى إصابتها بالعفن البني " . وتساءل "سيد حزين" أين الحكومة من المزارع المصري ؟ .. وقال : " على الحكومة أن ترحل" . وقال النائب "عبد السلام موسى" إن مصر البلد الوحيد في العالم الذي لا يدعم المزارعين أو يقف بجوارهم مشيرة إلى ضرورة إصدار تشريع من مجلس الشعب لحماية المزارعين . ووصف ما يحدث في مصر بأنه مهزلة بكل المقاييس . وقال : " أنني أحمل الحكومة المسئولية كاملة عن الخسائر التي لحقت بالمزارع والاقتصاد القومي للبلاد والإساءة إلى سمعة مصر دوليا ووضعها على خريطة البلاد التي تتنج إنتاجا زراعيا غير مطابق للمواصفات" . وأشار "البدري فرغلي" إلى أن معاناة الشعب المصري ترجع إلى غياب الرقابة الحكومية على الأسواق والمناطق الجمركية وقال إن الحكومة تعليم جيدا أن المستورد المصري يبحث عن أرخص السلع بالخارج لاستيرادها ويبحث أيضا عن أفضل المواني التي تسهل له عملية الإفراج عن هذه السلع . وقال: " لدينا ميناءان وهما "عين السخنة" و"دمياط" يخرج منهما أي شيء خاصة وأن الرقابة مزيفة . وأضاف : " إننا نريد إعطاء قوة سياسية لمنتجاتنا الزراعية وإنه من غير المقبول أن تفتح منافذنا الجمركية أمام السلع الأوروبية وتغلق المنافذ الجمركية الأوروبية أمام منتجاتنا وقال لابد أن تكون المعاملة بالمثل " . فيما كشف النائب "حمدي الطمان" رئيس الجمعية العامة لمنتجي البطاطس ورئيس لجنة النقل والمواصلات بالمجلس أن التوعية العامة لمنتجي البطاطس والتي يوجد لها فروع على مستوى محافظات الجمهورية تقوم بشراء تقاوي البطاطس المستوردة من بعض الوكلاء الذين يقومون بالاستيراد . جاء ذلك في الوقت الذي فجر فيه الدكتور "صفوت الحدادي" رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي العديد من المفاجئات من العيار الثقيل بعد أن أكد أن تعسف دولة اليونان ورفضها دخول البطاطس المصرية ترجع إلى قرب مدة الانتخابات التشريعية هناك ومحاولة وزير الزراعة اليوناني إلى كسب تأييد الشعب اليوناني من خلال إعلانه في عدة المؤتمرات الشعبية أن قراره جاء حرصا على صحة المواطن اليوناني حيث قمنا بحمله إعلامية باليونان لتوضيح الحقائق كما هددنا بوقف التعامل نهائيا مع دولة اليونان استيرادا أو تصديرا . وقال لقد أرسلنا فاكسا إلى الاتحاد الأوروبي أوضحنا فيه كافة الحقائق وطالبنا من الاتحاد الأوروبي سرعة التدخل لوقف الممارسات التعسفية من جانب وزير الزراعة اليوناني كما طالب من الاتحاد الأوروبي إرسال لجنة محايدة للكشف عن البطاطس المصرية خاصة بعد أن نجح وزير الزراعة اليوناني بطرق غير سليمة إثبات أربع حالات إصابة للبطاطس المصرية بالعفن البني وقال : و أمام التحركات المصرية بدأت الإعفاء ات تسير ببطء مع الجانب اليوناني وتم الإفراج عن بعض الرسائل . وأكد الدكتور "صفوت الحدادي" أن ما يتم تصديره لأوروبا والدول العربية العام الماضي بلغ 350 ألف طن من إجمالي إنتاج 2 مليون طن وقال إن ما نستورده من تقاوي البطاطس يصل سنويا إلى 61 ألف طن إلا أن ما تم تصديره إلى أوروبا بلغ 164 ألف و512 طن وما تم تصديره للدول العربية 54 ألف و135 طن مشيرا إلى وجود ثلاث مستوردين يقومون باستيراد التقاوي من السوق الأوروبي المشتركة.