هل هناك علاقة واضحة بين الهرمونات النفسية وزيادة أونقصان الوزن أو زيادة ونقصان الشعور بالفرح أو الاكتئاب؟ هذا ما تثبته دراسة نُشِرت مؤخرا أصدرها القسم النفسي بجامعة كاليفورنيا حيث تبيّن الدراسة أن تقلّب المزاج الذي يصيب غالبيّة النساء في معظم مراحل حياتهنّ يعود إلى الاختلال الهرموني الناتج عن النقص في إفراز هرموني الأستروجين و البروجسترون ، خصوصاً في مرحلة انقطاع الطمث، أو إلى الإفراط في إفراز هرمون التستسترون أي الهرمون الذكري عن معدّلاته الطبيعية، ما ينتج نشاطاً زائداً في الأداء وعدائية في السلوك. وقد لاحظ الباحثون أن النقص في هرمون التستسترون لدى الرجل والمرأة قد يسبّب الاكتئاب وفقد الشعور بالاهتمام وضعف النشاط وحالات من التعب المزمن. كما يُرجع الخبراء بالجمعية الأميركية للتغذية تقلّب المزاج الذي يبدو على من يتبعون حميات غذائية خالية من الدهون بحسب بعض المصادر الطبية والمواقع الاليكترونية إلى الخلل الهرموني الناتج عن حاجة الجسم إلى الدهون الأساسية اللازمة في إنتاج الكوليسترول الذي تصنع منه غالبية الهرمونات . ويبيّنون أن المواظبة على اتّباع الحميات الغذائية المفتقرة إلى الفيتامينات والمعادن لفترات طويلة قد تضعف قدرة الجسم على التحكّم في سكر الدم، مسبّبة اضطراباً في إفراز الهرمونات وسوءاً في الحالة المزاجية وزيادة الضغط النفسي. لذا فقد طالب الخبراء، بضرورة العمل على ثبات معدل السكر في الدم، وذلك من خلال تجنّب تناول الكربوهيدرات البسيطة كقطع الحلوى والمواد السكرية والمنبّهات كالشاي والقهوة، لتعتبر في المقابل البروتينات والكربوهيدرات المعقّدة بطيئة الاحتراق كالفاكهة والخضر بديلاً جيداً للحفاظ على سكر الدم ثابتاً على الدوام. كما أكدت الدراسة أن ارتفاع هرمون الاستروجين قبل فترة الحيض وخلال انقطاع الطمث ذو تأثيرات سلبية على جسم المرأة. وتذكر تقارير من منظمة الصحة العالمية، في هذا الإطار، أن أكثر من نصف النساء يعانين من بعض العوارض الصحية التي تظهر في فترة ما قبل الحيض، وأن 10% منهن يعانين من هذه العوارض بشكل حاد قد يؤثّر على حالتهن النفسية . وتتضمّن هذه العوارض المشاعر الآتية: زيادة الشعور بالكآبة والقلق وسرعة الغضب والانفعال وانحباس الماء وتقلب المزاج وزيادة الوزن والرغبة في تناول السكريات. ويلفت الخبراء النفسيون علاوة على خبراء التغذية إلى أن النساء اللائي يعانين من أعراض ما قبل الحيض يشعرن برغبة شديدة في تناول الحلويات والأطعمة المحتوية على سعرات حرارية عالية كالمواد الدهنية والتيك آواي والمقليات، بسبب الهبوط الحاد في معدّل سكر الدم خلال تلك الفترة.