لا أعرف معنى لهذه المعركة الدائرة بين الدكتور عصام العريان وبين الإعلامى وائل الإبراشى، وأعتقد أنها معركة مفتعلة، وسببها انفلات الأعصاب من الجميع، وأنا لا أعرف سبب تدخل الإبراشى أساسًا فى المشكلة خاصة وأنه يخسر منها الكثير كإعلامى؛ لأنه يتحول إلى طرف فى خصومات سياسية وهذا يحرمه شرط الحياد والمصداقية لإدارة أى حوار إعلامى فى برنامجه، كان هناك خلاف بين العريان وبين الإعلامية جيهان منصور مقدمة برنامج "صباح دريم"، وكان الخلاف فى طريقه للحل فيما يبدو، لكن الإبراشى أبى إلا أن يقتحم "العركة" ربما من باب الشهامة المفتعلة للدفاع عن جيهان، وتحول بالحديث إلى أن بعض قيادات الإخوان الذين شاركوا فى برامج بقناة دريم كانوا "يقبضوا" أموالاً مقابل ظهورهم، وهو كلام غريب جدًّا؛ لأنه يتكلم فى بديهيات إدارية ومالية فى الإعلام، فالأصل أن من حق أى ضيف لبرنامج تليفزيونى أن يتقاضى مبلغًا ماليًّا تعويضًا عن الوقت الذى اقتطعه من يومه وأعماله وأشغاله لكى يشارك فى الحلقة التليفزيونية، وغالبا يتقاضى الضيف فتات المبالغ، بينما "الهَبْرَة" الكبيرة للمذيع نفسه رغم أن الضيوف هم الذين يحيون الحلقة، وكثير من القنوات لا تدفع مقابلاً ويتم التسامح بينها وبين الضيوف، وأحيانا القناة عندما يكون لها نجاح وقبول "تتدلل" على الضيوف، ولا تدفع، باعتبار أن مجرد ظهورهم ومخاطبتهم للرأى العام من خلالها مكسب للضيف وفرصة، والكلام فى هذه المسألة سخيف جدًّا ولا معنى له ولا يستحق كل هذه "الهيصة"، هو من باب المسائل الإدارية البسيطة والشكلية، لكن "وائل" أراد أن يحدث منه قضية ومعركة، ردًّا على تلميح العريان لجيهان بأنها تتقاضى أموالاً للهجوم على الإخوان فى برنامجها، والحقيقة أن "جيهان" مقدمة برامج جيدة ومحترمة، مهما اختلفت معها، وموقفها السياسى هو قناعة شخصية لها، وقد أخطأ الدكتور عصام العريان عندما لوح لها بهذا الكلام الذى لا يليق، وأتصور أنه اندفع فيه بسبب "انفلات" الأعصاب من توابع الخطأ الذى حدث فى "جمعة كشف الحساب"، وكان بإمكان القيادى الإخوانى أن يعالج المسألة بسرعة وببساطة من خلال اتصال مباشر مع الإعلامية، ولكنه تأخر حتى أتاح الفرصة للآخرين بالتدخل ومحاولة افتعال حدوتة ومعركة، غير أن حديث الإبراشى لا صلة له بالمشكلة؛ لأن تقاضى ضيوف البرامج، إخوان أو غير إخوان، لأموال مقابل الظهور يختلف عن الاتهام بأنك تتقاضى أموالاً من أجل مهاجمة زيد أو عبيد، وقد ضخّم الإبراشى المسألة جدًّا، وتكلف العريان كثيرا بنفي حدوثها، رغم أنها لا تشينه ولا تشين جماعته إن حدثت أصلاً، .. نحن نعيش زمن العك السياسى والإعلامى هذه الأيام فيما يبدو، ومع اقتراب سطور مقالى هذا من النهاية أشعر بشيء من تأنيب الضمير أن أضعت تلك المساحة فى التعليق على هذا العك!