يجب على الرئاسة أن تراجع بعض معطيات المرحلة الماضية، فالمراجعات ضرورة لأهل الحكم لأنهم ليسوا ملائكة وقراراتهم وسياساتهم ليست وحيًا يوحى. لا عيب أن ينهي الرئيس خدمة بعض المستشارين والمساعدين لسوء الأداء الذي لا يتيح لهم الاستمرار داخل مؤسسة الرئاسة، ولا يشينه أو يقلل منه أن يتراجع عن الطريقة التي أوجدت تلك التوليفة إذا وجد أن كلام السيد عمرو موسى صائبٌ بأنها اعتمدت على الترضية وجاءت بأهل الثقة وليس أهل الخبرة. نقول ليس عيبًا لأن خبرتنا في الرئيس مرسي خلال الثلاثة شهور الماضية تثبت أنه يتمتع بفضيلة التراجع، وهي فضيلة مع أن البعض وهم كثر يعيبونها عليه ويعتبرونها تخبطًا في القرار. ليس معيبًا للحاكم أن يخطئ، لكن المعيب الذي يصل لحد الكارثة الإصرار على الغلط. أدعو الرئيس إلى الإنصات جيدًا لرؤية عمرو موسى في حواره لإحدى القنوات الخاصة أمس. يحسب لموسى أنه لم ينسحب من الجمعية التأسيسية رغم الضغوط التي تعرض لها من محمد البرادعي وحمدين صباحي– كما أكد هو نفسه - وتيقنه أن الانسحاب لن يكون في مصلحة مصر. بل إنه أول المعارضين لإجراء انتخابات رئاسية جديدة بعد الانتهاء من الدستور، مع أن الطبيعي أن يسعى المرشح الخاسر لانتخابات جديدة والتي يحلم بها حمدين صباحي. موسى خبرة سياسية كبيرة مهما اختلفنا معه. ومن الواضح لنا أن مؤسسة الرئاسة تفتقد بالفعل إلى نظير له وهو ما يدفعنا لتصديق أن بعض الموجودين فيها حاليًا جاءوا فقط على أساس الترضية! ليقرأ الرئيس مرسي حوار عمرو موسى باعتباره ناصحًا وليس طامعًا، فمن يقول كلامه ذاك لا يمكن التشكيك في حرصه على المصلحة العامة. [email protected]