يستعد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما ونظيره الجمهوري ميت رومني لمناظرتهما الثانية غدا في نيويورك وأمامهما العديد من الملفات ومنها الملف الاقصتادي والاجتماعي والبطالة والرعاية الاجتماعية والسياسة الخارجية، إضافة إلى الدروس المستفادة من المناظرة الأولى. وتؤكد كل من حملتي أوباما ورومني ثقتها في قدرة مرشحها على عرض وجهات نظره بما يمكنه من الفوز بثقة الشعب الأمريكي في ثاني مناظرة من ثلاث يتم بثها تلفزيونيا على مستوى الولاياتالمتحدة قبل انتخابات السادس من نوفمبر المقبل. وتتيح المناظرة الثانية فرصة للرئيس أوباما لعرض أسبابه لإعادة انتخابه بشكل أفضل، وفقا لما ذكره كبير مستشاري حملته ديفيد اكسلرود الذى أشار إلى أن أوباما سيكون مهاجما في الدفاع عن وجهة نظرة فيما يتعلق بالمسار الذى يجب أن تسلكه الولاياتالمتحدة. وقال أكسلرود في مقابلة تليفزيونية مع شبكة "فوكس نيوز" انها بنيت على أكتاف الطبقة المتوسطة المتزايدة العدد والتي يجب أن تزدهر. ومن جانبه، قال اد جيليسبي كبير مستشار حملة رومني إن مرشحه سيواصل عرض وجهة النظر التي تبدو معقولة وتلقى صدى لدى الشعب الأمريكي وسيواصل ما فعله في المناظرة الأولى والحديث عن أجندته، مشيرا إلى أن رومني يتوقع أن يكون خصمه أكثر حزما ولكن أي تغيير سيطرأ على أسلوب أوباما لن يكون له سوى تأثير بسيط لأنه لا يستطيع تغيير سجله وسياساته. ومن المتوقع أن يواصل الجمهوريون الضغط على الرئيس الأمريكي بسبب مقتل 4 أمريكيين في 11 سبتمبر الماضي في ليبيا حيث قال عضو بارز في مجلس الشيوخ ان الهجوم يدعم مزاعم حملة ميت رومني بأن سياسة أوباما الخارجية "تتفسخ". وقد تبخر تقدم أوباما على رومني في استطلاعات الرأي بعد المناظرة الأولى في طريق السباق إلى البيت الأبيض، حيث يسعى أوباما إلى دعم أدائه واستعادة تفوقه، بينما يسعى رومني إلى تحسين موقعه في استطلاعات الرأي لدى الناخبين المحتملين منذ المناظرة الأولى التي جمعتهما في دينفر في الثالث من أكتوبر الجاري. وأشار استطلاع لمعهد جالوب، أجرى من 7 إلى 13 أكتوبر الجاري، إلى تقدم رومني بفارق نقطتين مئويتين، حيث حصل على 49 في المائة مقابل 47 في المائة لأوباما، وهي نفس النتيجة التي أظهرها استطلاع لمؤسسة راسموسن أجرى من 11 إلى 13 أكتوبر، إلا أن استطلاع أجراه موقع انفستور بيزنيس ديلي منح أوباما 47 في المائة مقابل 46 في المائة لرومني. وعشية مناظرتهما الثانية، يتوقف أوباما ورومني عن الأنشطة الانتخابية للاستعداد للمناظرة المرتقبة التي تطرح التحدي الأكبر للرئيس أوباما الذى أظهرت جميع استطلاعات الرأي خسارته الكبيرة أمام منافسه الجمهوري خلال المناظرة الأولى. وكان رومني قد سارع منذ بداية المناظرة الأولى إلى مهاجمة النهج الاقتصادي الذى اتبعه أوباما خلال سنواته الأربع في البيت الابيض، وهو هجوم باغت أوباما وجاءت ردوده غليه مستفيضة في تفاصيل شبه أكاديمية جعلت من الصعب على المشاهد العادي استيعابها، وغابت فيها الحماسة والثقة عن وجه أوباما الذى بدى عليه الامتعاض أحيانا وهو ما ظهر في تجنبه مرارا مخاطبة خصمه أو النظر إليه. وبدى رومني في موقع الهجوم دائما، ولكن الضربة الأشد التي سددها رومني لخصمه أوباما كانت في تقمصه لشخصية أوباما المرشح للانتخابات عام 2008 التي أوصلته بقوة إلى البيت الأبيض، والتي كان قد ركز فيها على سرد الكثير عن معاناة الأمريكيين من الظروف الاقتصادية الصعبة وتأكيده الصريح لدعمه للطبقة الوسطى. ويرى بعض الخبراء أن ميت رومني لم يفز بالمناظرة الأولى بل إن أوباما هو الذي خسرها، حيث تجنب الإشارة إلى الفيديو الذي ظهر فيه رومني خلال حفل لجمع التبرعات وهو يتحدث عن عدم مبالاته ب 47 \% من الأمريكيين الذين يشكلون من وجهة نظره شريحة الفقراء المستفيدين من الدولة. كما غاب عن المناظرة موضوع الهجرة غير الشرعية ليصب في صالح رومني، حيث يتوجس الأمريكيون من أصول لاتينية من أفكار رومني وحزبه إزاء معالجة هذه الظاهرة، وهو جانب كان سيرجح كفة أوباما. يذكر أنه يحق لحوالي 24 مليون أمريكي من أصول لاتينية التصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة، بزيادة 4 ملايين عن انتخابات 2008، مما يجعلهم يمثلون 11 \% من مجموع الناخبين المؤهلين. وقد فشل أوباما في اتهام خصمه خلال المناظرة الأولى بالمراوغة بسبب تلميح بوقف المعونات المحدودة المخصصة للتليفزيون الحكومي كوسيلة لخفض الدين العام، وعاد أوباما ليستدرك الأمر بعد المناظرة وحث خصمه بعد المناظرة على تقييد وول ستريت بدلا من "سيزيم ستريت" أو شارع سمسم وهو أحد المسلسلات الشهيرة التي تبثها القناة الحكومية. وتوقع خبراء أن يتحسن أوباما على ضوء أن الاسئلة سيتم توجيهها خلال المناظرة ستأتي من الجمهور الذى يجيد أوباما التفاعل معه.