قال الأمين العام ل"الحركة الإسلامية" في السودان، علي عثمان محمد طه، إنه لن يترشح لذات المنصب مجددا في مؤتمر الحركة المقرر الشهر المقبل. وأضاف طه خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر قطاع المرأة مساء أمس الخميس بالخرطوم أن قادة "الحركة الإسلامية" عازمون على الدفع بأجيال جديدة في الهياكل القيادية للحركة، وأنه لا مجال لاحتكار المناصب في الجهازين السياسي والتنفيذي. وطه بهذا الإعلان قطع الطريق أمام تكهنات بأن "الحركة الإسلامية" ستعدل دستورها لتسمح للأمين العام بالترشح أكثر من دورتين، حيث أن الدورة الحالية لطه الذي يتمتع بنفوذ سياسي كبير هي الثانية له.ويشغل طه، إلى جانب منصبه الحالي في الحركة، منصب النائب الأول للرئيس السوداني، وكذلك نائبه في الحزب الحاكم. ووصف الأمين العام الحركة، التي تمثل مرجعية دينية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي انبثق عنها، بأنها "حركة ربانية لا تقف في دعوتها عند حدود الوطن" وفقا لما نقلته وكالة "الأناضول"للأنباء ويقول خبراء إن عدم ترشح علي عثمان طه لمنصب الأمين العام بعد قضائه لدورتين في المنصب، من شأنه تخفيف حدة التذمر التي تتصاعد وسط شباب الحركة منذ مطلع العام الحالي، ودفعتهم لتسليم قيادة الحركة والحزب مذكرة "الألف أخ" نسبة لعدد الشباب الموقعين عليها؛ والتي شملت انتقادات لأداء القيادات، واتساع رقعة الفقر والفساد والمحسوبية وطالبت بإصلاحات جذرية. ومن ضمن الإصلاحات التي يطالب بها الشباب فك الارتباط بين الحزب والدولة، وضمان عدم احتكار مؤسسات الدولة من قبل منسوبي الحزب الحاكم، وإعادة تعريف العلاقة بين "الحركة الإسلامية" وحزبها، وإطلاق الحريات العامة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، والتوصل لتسوية سلمية مع الحركات المسلحة المتمردة. وتوعد الرئيس السواني، عمر البشير، في وقت سابق، في لقاء تلفزيوني شهير بثته ثلاث قنوات، الموقعين على المذكرة بالمحاسبة باعتبار أنهم تكتلوا خارج القنوات التنظيمية، لكنه لم ينفذ وعيده حتى الآن.ولا يشغل البشير موقعا قياديا في "الحركة الإسلامية"، لكنه يتمتع بعضوية مجلس شورى الحركة، ويعتبر قائدا لتحالف المؤسسة العسكرية مع الإسلاميين. ووقعت خلافات تاريخية بين بعض قيادات "الحركة الإسلامية"، خاصة حسن الترابي، وبين حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي انبثق عنها، وذلك بعد وصول الحزب للحكم في التسعينيات من القرن الماضي، وسعى النظام الحاكم لتحجيم الحركة بعيدًا عن المشهد السياسي، ومنذ ذلك الوقت بقيت بدون ترخيص رسمي يعطيها شرعية العمل سواء كحزب أو كجمعية دعوية. وانحاز طه للبشير في خلافه مع الزعيم التاريخي للإسلاميين حسن الترابي في نهاية العام 1999 ويعتقد على نطاق واسع أنه كان المهندس الحقيقي للانقلاب الأبيض الذي أطاح بالترابي . وكان طه زعيم المعارضة السودانية في آخر برلمان أفرزته انتخابات معترف بها ما بين عامي 1986 – 1989، وكان وقتها نائبا للترابي في "الحركة الإسلامية"، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع جنرالات الجيش السوداني، استثمرها في تنفيذ الانقلاب العسكري الذي خطط له الإسلاميون وأوصل العميد وقتها عمر البشير إلى السلطة.