كشفت مصادر سياسية مطلعة عن أن الرئيس حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اتفقا في مباحثاتها التي اختتمت مساء أمس بشرم الشيخ على تفعيل وتقوية حلف القاهرة - الرياض لمواجهة المد الإيراني بالمنطقة. وعلمت "المصريون" أن الرئيس مبارك والملك عبد الله اتفقا على ضرورة مواجهة النفوذ الإيراني الذي تتزايد خطورته في العراق، وذلك عبر إيجاد معادلة متوازنة بين جميع الفرقاء العراقيين ، وبشكل يعكس مخاوف المد الشيعي الإيراني في الخليج ، الذي تعتبره مصر والسعودية تهديدا لأمنهما القومي. وأوضحت المصادر أن الحكومة المصرية بدأت في اتخاذ خطوات لتحجيم دور إيران عبر إرسال رسائل وإشارات سياسية لطهران، من بينها قيام تركيا مؤخرا بإيعاز قوي من مصر بالإعلان عن رغبة دول الجوار العراقي في نقل اجتماعهم القادم من طهران إلى باكو عاصمة أذربيجان. وعلى خط مواز، أشارت المصادر إلى أن الحكومتين المصرية والسعودية بذلتا جهودًا مكثفة مع إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، لمواجهة وتحجيم النفوذ الإيراني في العراق ، وخاصة في محافظات الجنوب التي تشهد نشاطًا متزايدًا للمخابرات الإيرانية عبر قيامها بدور كبير في تحريك وتسخين الأحداث على الساحة العراقية ، مما يهدد بانفراط العقد العراقي الهش. على صعيد آخر، كشفت المصادر أن القاهرةوالرياض تعتزمان في المرحلة القادمة إطلاق مبادرة مشتركة تحظى بدعم واشنطن لعودة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك في محاولة لإنقاذ عملية السلام وإخراجها من النفق المظلم الذي دخلته منذ مدة طويلة. كما تسعى مصر والسعودية لتشكيل ترويكا عربية تضم السودان بوصفه رئيسًا للقمة العربية والسعودية بصفتهًا رئيسا للقمة العربية القادمة، والأمين العام للجامعة العربية ، من أجل حشد الدعم الدولي لمبادرة تعيد المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأشارت المصادر إلى أن القمة أكدت خطورة الحصار والتجويع الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني حاليًا ، ومخاطر أن تؤدي العزلة التي تعاني منها حكومة حركة "حماس" إلى إصرار قيادة الحركة على التمسك بمواقفها من العملية السلمية. وكشفت عن أن القاهرةوالرياض تنويان إرسال مبعوثين إلى العاصمة واشنطن لإيجاد حل لأزمة توصيل المساعدات إلى الشعب الفلسطيني وإنقاذه من كارثة كبيرة تهدده . على صعيد آخر، توقعت المصادر أن تقدم المملكة تبرعات مالية للسودان من أجل تحسين الأوضاع المعيشية في دارفور، وأن تتدخل الحكومتان المصرية والسعودية لإقناع حكومة الرئيس البشير بإيجاد حل مقبول يسمح بدخول القوات الدولية إلى الإقليم المضطرب بموجب قرارات الأممالمتحدة. من جهة أخرى، أشارت المصادر إلى أن الأيام القادمة ستشهد تفعيلاً للمبادرة التي طرحتها القاهرةوالرياض لتطبيع العلاقات السورية اللبنانية، في ظل مساعي البلدين لعدم تدويل هذا الملف، ومن أجل وقف التوتر في علاقات البلدين.