دخل الصراع على رئاسة حزب "الحرية والعدالة"، منحنى أكثر شراسة إثر إصرار طرفى الصراع الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب السابق والأمين العام للحزب والدكتور عصام العريان النائب الأول لرئيس الحزب والقائم بالأعمال على استكمال المشوار حتى النهاية وعدم التعاطى بإيجابية مع الجهود التى بذلت لتنازل أحدهما للآخر. وقدم العريان أوراق ترشحه صباح أمس مدعومة ب 109 تزكية من أعضاء الحزب إلى لجنة الانتخابات فى مقر الحزب بالملك الصالح، ليكون بذلك أول مرشح يستكمل أوراقه، فيما استطاع الدكتور محمد سعد الكتاتني، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، الحصول على 453 تزكية. وقال الكتاتني في تصريحات للصحفيين عقب تقديمه لاستمارات التزكية، إنه أبلغ أعضاء المؤتمر العام بترشيحه فانهالت عليه التزكيات من كل حدب وصوب، لكنه لم يتصور حصوله علي هذا العدد الذي فوجئ به ينهال عليه خلال اليومين الماضيين فقط. وأشار إلى أن قرار ترشحه لرئاسة الحزب لا يعارض ترشحه لرئاسة مجلس الشعب "إن أراد" فقرار الترشح لرئاسة الحزب "شخصي" بعكس ترشيح الحزب له أو لغيره لرئاسة البرلمان. ورفض الكتاتني الإفصاح عن برنامجه أو جولاته الانتخابية، قائلا في ضجر "بعدين"، وانفعل على الصحفيين عندما سئل عن حقيقة دعم مكتب الإرشاد له. وتأتى المعركة بين العريان والكتاتنى كجولة من جوالات الصراع بين التيار الإصلاحى الذى يعد العريان أحد أبرز رموزه، والذى تعرض خلال السنوات الماضية لضربات شديد ة من معسكر القطبيين المهيمن على القرار داخل الجماعة أفضت إلى خروج عدد من رموز التيار الأول من الجماعة، وأبرزهم عبدالمنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب وإبراهيم الزعفراني. ويستند العريان فى المعركة على رئاسة الحزب على تأييد بعض العناصر الإصلاحية، من بينهم الدكتور محمد البلتاجى أمين الحزب بالقاهرة والدكتور جمال حشمت القيادى البارز فى الحزب وغيرهما من العناصر الإصلاحية، فضلاً عن دعم المجموعات الشبابية والأقباط أعضاء راية الحزب الإخواني. وتلقى العريان دعما معنويا بإعلان كل من الدكتور حلمى الجزار والدكتور خالد عبد القادر عودة انسحابهما من المعركة على رئاسة الحزب لصالح العريان بشكل أمن للأخير خوض معركة شرسة ومشرفة على رئاسة الحزب وفى المقابل يعتمد الكتاتنى على دعم التيار القطبى المهيمن على صناعة القرار داخل الجماعة وعلى دعم الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان، ونائبيه خيرت الشاطر ومحمود عزت، فضلا عن التأييد الواضح من قبل عضوى مكتب الإرشاد محيى حامد وعبد الرحمن البر. غير أن مصادر إخوانية قللت من أهمية ما يتردد عن أن المنافسة تبدو محسومة للكتاتنى بسبب دعم التيار القطبى المهيمن على مكتب الإرشاد، مرجحين بألا يكون هناك فارق كبير بين الطرفين وهو ما أكده الدكتور محمد عماد الدين القيادى بالحزب، قالئلا إن الصندوق الأخير هو من سيحسم المنافسة بين الكتاتنى والعريان، مشيرًا إلى أن تأمين المرشحين لدعم مؤيدين من النوع الثقيل لهم يؤكد أن حزب "الحرية والعدالة" مقدم على تنافس شريف وقوى على رئاسته وليس منافسة محسومة كما يردد البعض.