اعتبرت صحيفة "الجارديان"البريطانية في نسختها الصادرة اليوم /الاربعاء/أن الدعم الشعبي المتواصل "للثورة البوليفارية" في فنزويلا من خلال الاعلان عن فوز الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الاحد الماضي للمرة الرابعة ،إنما يفسح المجال أمام بدائل حقيقية لنظام عالمي جديد خلال القرن الحادي والعشرين. وأوضحت الصحيفة-في سياق مقال إفتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الانترنت-أن التحول الذي تشهده قارة أمريكا اللاتينية يعد واحدا من أهم التحولات وأكثرها تأثيرا في إعادة تشكيل النظام العالمي الراهن. وأردفت الصحيفة تقول أن مد التغيير التدريجي الذي إجتاح تلك البقعة من العالم على مدار العقد الماضي قد جلب سلسلة من الحكومات الاشتراكية المنتخبة إلى سدة الحكم في بلدان القارة اللاتينية التي بدورها أعادت توزيع السلطة والثروات ونبذت المذهب الغربي الليبرالي الجديد وتحدت الهيمنة الاستعمارية. وأضافت:لقد تمكنت تلك الحكومات من خلال السياسات والتحولات التي أحدثتها من التكريس لاستقلال القارة اللاتينية للمرة الاولى منذ 500 عاما وإظهار لسائر دول لعالم أن هناك بالفعل بدائل اقتصادية واجتماعية في القرن الحادي والعشرين. ورأت الصحيفة البريطانية أن فنزويلا "المتربعة على عرش أكبر موارد النفط العالمي"،قد أطلقت العنان من خلال رئيسها شافيز وثورته "البوليفارية" أمام مد التغيير الراديكالي في مختلف أنحاء قارة أمريكا اللاتينية والترسيخ لنهج التكامل والاندماج الاقليمي الذي هو مفتاح دول القارة إلى عصور النهضة مما أكسب الرئيس الفنزويلي عداء الولاياتالمتحدة ومعسكرها الغربي. لذلك قرأت الصحيفة في فوز شافيز"التاريخي" دلالة وأهمية لا تتعديان نطاق فنزويلا فحسب بل أيضا نطاق القارة اللاتينية بأكملها...مشيرة إلى أنه في حال فوز منافسه إنريك كابريلس لم يكن ليضع نهاية للثورة البوليفارية ويطلق العنان أمام مشاريع الخصخصة ووقف البرامج الاجتماعية فحسب بل وكان قد قضى على الدعم "اللازم" لاندماج القارة وخطط شافيز لتقليص حجم الاعتماد على السوق النفط الامريكي. وخلصت الصحيفة-في ختام مقالتها الافتتاحية-إلى أن فنزويلا وحلفاءها في قارة أمريكا اللاتينية قد أظهروا أنه لم يعد من الضروري القبول بنظام اقتصادي فاشل كما لا تزال تفعل العديد من ديمقراطيات القارة الاوروبية.