يواجه الحزب الوطني أزمة حادة قبل الانتخابات البرلمانية القادمة ، وذلك بسبب تهديد المرشحين المستبعدين بخوض الانتخابات كمستقلين منافسين لمرشحي الحزب ، وهو ما يعيد إلى الأذهان سيناريو الانتخابات السابقة التي فشل فيها الوطني في الحصول على الأغلبية بعد فوزه ب 38% فقط من إجمالي مقاعد المجلس ، ولولا جهوده في استمالة الأعضاء المستقلين وضمهم مرة أخرى إلى الحزب ، لكان هناك كلام آخر في النظام السياسي برمته . والآن يواجه الحزب الوطني أعنف أزمة بعد استبعاد أكثر من 250 مرشح للانتخابات المقرر إجراؤها أواخر الأسبوع الأول من نوفمبر . وقد هدد عدد كبير منهم بدخول المعركة الانتخابية كمستقلين إذا لم يتم تأييدهم في الترشيح بعد أن كشف هؤلاء أن سيطرة رأس المال كانت أول بوابات العبور للترشيح وقالوا إن رأس المال وراء استبعاد العديد من المرشحين بعد أن كانت نسبة التغيير 40% وأن أكثر من 175 من النواب الحاليين فقدوا عضويتهم باستبعادهم من الترشيح وتزكية أعضاء الحزب في مختلف الدوائر الانتخابية. وأشارت مصادر رفيعة المستوى داخل الأمانة العامة للحزب الوطني أن هناك اتجاها وتعليمات بالتكتم على أسماء المرشحين في اللحظات الأخيرة من غلق باب قبول طلبات الترشيح الأسبوع القادم لتجنب المزيد من الانقسامات داخل الحزب مع قرب إجراء الانتخابات يوم 8 نوفمبر ولمدة شهر كامل . ومن ناحية أخرى فشلت كافة المحاولات الودية بين قيادات الحزب لإثناء المرشحين عن منافسة قيادات الحزب وفي مقدمتهم الدكتور أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم والدكتور عبد الرحيم شحاتة وزير الإدارة المحلية مع منافسيهم النواب الحاليين محمد عبد المعطي ومحمد نجيب خالد عن دائرة تمي الأمديد والجمالية بالدقهلية وكذلك بين الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدكتور سعد الخوالقة رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب السابق بدائرة دمنهور بالبحيرة . ويخوض الدكتور سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربي معركة شرسة في حلوان أمام ثلاث منافسين له من الحزب الوطني بعكس زملائه في الجمالية والباجور ودائرة بنهاوي ويمثلها المهندس إبراهيم سليمان وكمال الشاذلي والدكتور محمود أبو زيد الذين فازوا بالتزكية ولم يتقدم أحد من الحزب الوطني للمنافسة. وانضم مشعل إلى قائمة الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة السابق والدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية . إلى ذلك أكدت مصادر في الحزب الوطني ، أن الحزب سوف يعيد ترشيح نحو 145 نائبا من نواب الحزب الحاليين بمجلس الشعب ، والذين كشفت استطلاعات الرأي لأمانة شئون العضوية حصولهم على أعلى الدرجات . وتشمل قائمة النواب الحاليين المتوقع إعادة ترشيحهم الدكتور أحمد فتحي سرور وكمال الشاذلي والدكتور زكريا عزمي ومحمد أبو العنين وأحمد عز والدكتور حسام بدراوي وحسين مجاور ومصطفى السلاب والدكتور محمد إبراهيم سليمان والدكتور يوسف بطرس غالي والدكتور محمود أبو زيد ومنصور عامر ومحمد عودة والسيد الشريف والمهندس محمد محمود على حسن والدكتور محمد الصالحي وأحمد هويدي والدكتور سيد مشعل والسيد راشد وآمال عثمان والمستشار محمد موسى . كما تشمل قائمة النواب الحاليين أيضا محمود عثمان وأحمد رسلان وتيسير قط وإبراهيم الجوجري وعبد الفتاح دياب ورشاد البرتقالي وأبو النجا المحرزي ورفعت الجميل ومحمد عبد المقصود وعلى عبد الله مبروك وطارق طلعت وحازم حمادي وإسماعيل هلال وعادل ناصر ومحمد سيد أحمد وعماد الجلدة وعبد الرحمن راض والدكتور سيد عطية الفيومي ودسوقي عبد العليم ومحمد كمال مرعي . وكشفت تلك المصادر أن أعلى نسب تغيير ستكون في محافظات سيناء والسويس وأسوان والشرقية والبحيرة والإسكندرية والفيوم وسوهاج . من جانبه أكد كمال الشاذلي الأمين العام المساعد وأمين التنظيم بالحزب الوطني أن مهمة المجمعات الانتخابية ليست اختيار المرشحين بل رفع التقييم إلى هيئة مكتب الحزب صاحبة القرار النهائي والتي تضع في الاعتبار رأي الشارع والناخبين . وأشار الدكتور مفيد شهاب أمين أمانة المهنيين بالحزب الوطني أن لجنة اختيار المرشحين سوف تبدأ عملها بعد غدا السبت وهي اللجنة التي تضم أعضاء هيئة المكتب والمهندس أحمد عز أمين شئون العضوية والمستشار محمد الدكروري على أن ترفع بعد ذلك إلى المكتب السياسي للحزب برئاسة الرئيس مبارك لإقرارها قبل إعلان أسماء المرشحين والتي سيعلن عنها قبل فتح باب الترشيح بيومين . وعلى صعيد آخر قرر حزب التجمع مقاطعة تحالف المعارضة احتجاجا على مشاركة جماعة الإخوان المسلمين ، لكنه في الوقت نفسه لن ينسحب من المعركة الانتخابية القادمة بل سيشارك بستين مرشح من قيادات حزب التجمع .