وجه مجموعة من العلماء والدعاة نصيحة مكتوبة لزوَّار ضريح أحمد البدوي الواقع في مدينة طنطا، والذي بدأ الاحتفال السنوي بمولده يوم الاثنين ويستمر لمدة أسبوع حثوهم فيها على "تخليصَ أنفُسِهِم من هذا المنكر العظيم" و"مفارقة هذه البدعة"، بحسب تعبيرهم. ولفت العلماء والدعاة في رسالة حصلت "المصريون" على نسخة منها، بأن الشريعة الإسلامية "حَذَّرَت من أَنْ تَنزَلِقَ الأقدامُ إلى أخطاء ومُخالفاتٍ قد تقع عند القبور. ولقد سمعنا ورأينا كثيراً من المخالفات للهدي النبوي مما يقع في الزيارة السنوية المرتَّبة لقبر أحمد البدوي في كل عام". وسردت الرسالة جملة من "المخالفات" في زيارة قبر البدوي، والذي يجذب إليه الآلاف سنويًا من مختلف محافظات مصر، منها: التكلُّفُ لبلوغِ ذلك القبر، والعكوفُ عليه الليالي ذَوَاتِ العَدَد، والتبرُّكُ بِهِ، والتماسُ الخير عنده، والاستغاثة والاستعانة به، ورجاءُ القُربى والزُلفى في المجاورة عنده، وصرفُ أنواعٍ من العبادات له، على تفاوُتٍ بين الزائرين في هذه الأعمال.وكُلُّ ما تقدم مُحبِطٌ للعمل المقارِنِ له في أقلِّ أحواله، ومحرِّجٌ للديانة. واعتبر العلماء أن "ما جُعِل في هذه الزيارة من ترتيبٍ لِآدابٍ ورسومٍ تفصيلية، من جهة الأعمال والمواقيت، والتقديم والتأخير، وهي أمورٌ لا تُقبل إلا بدليلٍ صحيحٍ من جهة الشريعة، وهو الأمرُ الذي يتجاوز بهذه الزيارة عن التصرفات العادية ليُصيِّر لها منزلةً -ولو في قلوب بعض العوام- تُضاهي حجَّ بيت الله الحرام. وهذا أمرٌ خطرُه على الدين كبير، بل هو بدعةٌ تُنكرها القلوبُ المؤمنة، والعقولُ المستقيمة". وقالوا إن "ما يحتَفُّ بهذه الأفعال من أحاديثَ موضوعةٍ، وحكاياتٍ ورؤى، تروج بين العوام. منها قول بعضهم أنَّ السيد البدوي يتحمل ذنوب زوَّاره، أو قول البعض: إن الملائكة تحضر هذه الزيارة، أو أنَّ السيد البدوي يوزِّعُ الجوائز على الحاضرين، إلى غير ذلك من التُرَّهات. ولو كان ذاك حقاً في حق قبر السيد البدوي لكان قبر نبينا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أولى بذلك وهو الحبيب المصطفى والنبي المجتبى، لكن لمَّا لم يثبت شيءٌ من ذلك في حقه، كان غيره أولى بعدم ثبوت ذلك في حقه". وشدَّد المشايخ والدعاة في ختام رسالتهم على "أنَّا إذْ نكتُبُ لكُم هذه الرسالة، ونمحِّضُكُم النُّصحَ لنأمل من أهلنا تخليصَ أنفُسِهِم من هذا المنكر العظيم، فهذه دعوةٌ من قلوبٍ محبةٍ تريد الخير لكم، وتدعوكم إلى إتباع سنة نبيكم بمفارقة هذه البدعة وغيرها من المحدثات، فالبدارَ البدارَ". ومن بين الموقعين على الرسالة: الدكتور جمال المراكبي، الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية سابقًا، الدكتور صفوت حجازي، الداعية الإسلامي، المهندس عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية، الدكتور عبد الرحمن البر، عميد كلية أصول الدين بالمنصورة، جامعة الأزهر، الدكتور: عبد العظيم بدوي، نائب رئيس جماعة نصار السنة المحمدية، الدكتور عطية عدلان، أستاذ الفقه بجامعة المدينة العالمية، الدكتور عمر بن عبد العزيز القريشي، رئيس قسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية، الدكتور محمد عبدالمنعم البري، رئيس جبهة علماء الأزهر، الدكتور هشام برغش، الكاتب والداعية الإسلامي، الدكتور هشام عقدة، الداعية الإسلامي.