أثار تحريف أحد الأحاديث النبوية، بكتاب التربية الوطنية للصف الثالث الثانوي، ردود فعل واسعة داخل وزارة التربية والتعليم، وخارجها بعد تغيير لفظ الحديث النبوى ليصبح "من بدل دينه فاحترموه" بدلاً من "فاقتلوه".. فيما أكد خبراء تعليم أن الخطأ مطبعى وليس مقصودًا، رافضين معاقبتهم واتهامهم بازدراء الأديان وتحريفها. واعتبر كمال مغيث، الخبير التعليمى، أن مُعدى الكتاب وقعوا فى الخطأ بدافع المصالحة بين الدين وحقوق الإنسان والمواطنة وقام بتحريف الحديث الشريف من كلمة "اقتلوه" إلى "احترموه"، مستشهدًا بآية "لا إكراه فى الدين". وأضاف أن "التعليم قبل الثورة خلا من الخطاب الدينى المعتدل وروح المسامحة والوطنية، حسب قوله، معتبرًا أن حكم الإخوان جاء ليقرر مفهوم المواطنة واحترام حقوق الإنسان حسب تعاليم الرسالات السماوية بالتسامح واحترام الأديان الأخرى. لكنه أكد فى الوقت ذاته أنه من الخطأ ألا يفرق المعد بين الحديث الشريف ورأيه الشخصى، رافضًا معاقبة المعدين والمراجعين له، والاكتفاء فقط بتصحيح هذا الخطأ بعد جمع نسخ الكتاب. وقال الدكتور محمد عبد المنعم المدير التنفيذى لحركة "معلمون بدون رقابة" إن الكتاب موجود منذ 7 سنوات ويحمل إيجابيات عديدة وكلمة "فاحترموه" المثارة مجرد خطأ مطبعى غير مقصود ولا يجوز ذبح المعدين والمراجعين له. وأضاف أن الكتاب راجعه خبراء تعليم ولا يمكن أن توجه لهم تهمة ازدراء الأديان ومحاولة تحريف الدين، لما فيها من إهانة للمعلمين جمعيا، خاصة أن الكل معرض للسهو والخطأ. من جانبها، رفضت نادية عبد المنعم، مدير إدارة التربية والتعليم بالجيزة سابقا، نظرية "المؤامرة" التى يتعرض لها مراجعو الكتاب ومعدوه، حسب قولها، مؤكدة أن نسخة الكتاب ليست بجديدة والخطأ مطبعى فقط. وطالبت بالتحقيق معهم بحسن نية "ولو أقروا قصدهم يتم تغليظ العقوبة عليهم لأنهم يعتبرون غيروا من دين الله". وكانت وفاء مشهور، عضو الكتلة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة بمجلس الشورى وعضو لجنة التعليم، قد طالبت وزير التعليم إبراهيم غنيم بسحب الكتاب فورًا بسب ما جاء فيه من تحريف ورد فى الصفحة 64 تحت عنوان "حقوق الإنسان التعبدية والاعتيادية"؛ على الرغم من أن هناك سبعة من أساتذة مركز تطوير المناهج، شاركوا فى إعداد الكتاب وهم، الدكتور وليد طاهر محمد، والدكتور سالم مرزوق الرباعى، والدكتور وصفى حكيم لويس، والأستاذ فاروق محمد خلاف، والأستاذة بسنت أحمد رضا، والأستاذة غادة رشاد محمد، والدكتور محمد شريف عبد الرحمن. وأشرف على الكتاب تربوياّ الدكتور صلاح عرفة، مدير مركز تطوير المناهج، ومراجعة الدكتور سعيد إسماعيل على.