في تطور مثير ولافت للانتباه ، ويكشف حجم الإحراج الذي سببه قرار اللجنة الدولية المنظمة لجائزة نوبل منح الجائزة للدكتور محمد البرادعي ، للولايات المتحدة وإسرائيل ،شنت أجهزة الإعلام الإسرائيلية أمس ، وبمجرد الإعلان عن فوز الدكتور محمد البرادعى المدير العام لوكالة الطاقة النووية بجائزة نوبل للسلام لعام 2005 ، حملة إعلامية ضخمة بهدف التشكيك في أحقية البرادعي في الفوز بتلك الجائزة الدولية المرموقة . وفي حملتها التي قصدت إلى تشويه سمعة البرادعي والإساءة إلى دوره الدولي الذي أثنت عليه اللجنة زعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الدكتور البرادعى لم يفز بجائزة نوبل للسلام عام 2002 لأن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل اكتشفوا أنه وظف أسراراً لوكالة الطاقة النووية لخدمة أقطاره الإسلامية وهي ليبيا ومصر وإيران بغيه الحصول علي برامج للسلاح النووي. وذهبت إسرائيل في مزاعمها وحملتها التشهيرية بالدكتور البرادعى بعيداً زاعمة أن معلوماتها الاستخباراتية أكدت أن باكستان وكوريا الشمالية هي التي أمدت مصر وليبيا وإيران بالخبرة والتكنولوجيا النووية نظراً لحاجة باكستان وكوريا الشمالية للأموال. ولم تكتف إسرائيل بذلك بل ذهبت إلى حد الافتراء الصريح وادعاء معلومات أدانها العالم كله بالكذب والافتراء من قبل حيث اتهمت الدكتور البرادعى بالتستر علي أسلحة الدمار الشامل بالعراق وهو الموضوع الذي أنكره العالم أجمع حتى الرئيس بوش نفسه أعترف أن العراق لم يكن لديه أي أسلحة دمار شامل أو برامج نووية متقدمة ، وأن المعلومات الاستخباراتية التي قدمت لإدارته لم تكن صحيحة. وزعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن البرادعى كان دائماً يحاول التغطية وعدم النظر لأي أنشطة نووية مصرية أو ليبية أو إيرانية، وتزعم إسرائيل أن أمريكا هي التي أقنعت ليبيا بالتخلي عن برنامجها النووي الذي أمدتها به باكستان . واتهمت إسرائيل الدكتور البرادعى بأنه وقف وهو رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية علي الحياد دون تقديم أي مساعدة لأمريكا في حالة ليبيا ومصر ، مشيرة إلى أن البرادعى تعاون مع أمريكا في حالة واحدة عندما أدرك التصميم الأمريكي في التصدي لأي نشاطات نووية، وهي حالة كوريا الشمالية .