اتهم السفير الإثيوبى لدى السودان مصر (عبادى زيمو) مصر بأنها تبيع مياه النيل لإسرائيل، كما أنها تعمل ليل نهار على الاستحواذ على مياه النيل، وتمنع إثيوبيا من الاستفادة منها، كما واصل اتهاماته لمصر بأنها قامت بتحويل مجرى النيل إلى سيناء وتوشكى بالمخالفة للاتفاقيات الدولية؛ كما أكد أن مصر تستخدم مياه النيل بطريقة غير عادلة. وردا على ذلك أكد سامح راشد، خبير استراتيجى بالأهرام أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة ومجرد تراشق إعلامى ليس له أهمية وجزء من الدبلوماسية الدولية، وذلك يرجع إلى التصريح الذى أدلى به وزير الرى المصرى أن الاتفاقية التى تمت لن تنفذ إلا بعد موافقة مصر والسودان أولا، وأكد أن إثيوبيا وما يحدث من تراشق إعلامى المقصود به الضغط على دول حوض النيل للموافقة على بناء السد. أما عن قوله إن مصر تصدر المياه لإسرائيل فهذا غير حقيقى بالمرة وإن كان تصدير المياه لإسرائيل فإثيوبيا هى ما تفعله، وذلك من الوضوح بحيث لا يمكن إخفاؤه. وعلق الدكتور رفعت السيد الخبير السياسى فى العلاقات الدولية أن هناك مشكلة كبيرة بين مصر وإثيوبيا وتسبب فيها النظام السابق، وحتى بعد ذلك لم يكن هناك اتجاه حقيقى لحل الأزمة ومعالجتها بشكل جيد ومحاولة البحث عن التوزيع الجيد للمياه. وواصل السيد حديثه أن ذلك بمثابة إنذار توجهه لنا إثيوبيا وهذا يعتبر فى منتهى الخطورة وهذا يعنى شيئاً واحداً أن إثيوبيا تسعى للصدام، مشيرًا إلى أن الوفود الشعبية التى ذهبت إلى إثيوبيا لم تحل شيئًا وذهبت بشكل علاقات عامة ولم تصل لأى شىء من الذهاب إلى إثيوبيا، والأفضل أن يذهب وفد على أعلى مستوى وليس وفدًا شعبيًا. وطالب السيد بسرعة عمل وزارة ثالثة يتلخص عملها فقط فى دراسة الاتفاقية دراسة جيدة والعمل على إيجاد حلول للأزمة مع إثيوبيا وتوزيع المياه، كما نطالبهم بعمل لجنة كبرى تشترك فيها وزارة الخارجية ووزارة الرى لبحث الأزمة. وأشار السيد إلى أن إسرائيل تتدخل بشكل كامل فى هذا الشأن، والدليل على ذلك أنها بنت جميع السدود فى إثيوبيا وآخرها سد النهضة، وإسرائيل هى المستفيدة مما يحدث بيننا وبين إثيوبيا. وطالب بأن يتم الضغط على إسرائيل وهى بدورها تضغط على إثيوبيا ونحن لدينا أوراق ضغط، منها على سبيل المثال الضغط على إسرائيل من ناحية فلسطين ولبنان وبالتالى ستخفف إسرائيل الضغط من ناحية إثيوبيا، وواصل حديثه أن بعض رجال الأعمال السعوديين يقومون بعمل مشروعات ضخمة على ضفاف النيل بإثيوبيا ويجب علينا توجيههم أن هذه المشروعات خطر على مصر، حتى يلتفتوا إلى ذلك. وفى النهاية أكد أنه يجب الحذر من هذه التصريحات الخطيرة من سفير إثيوبيا لأن ذلك يكلف مصر كثيرًا.