جمال سلطان لست من المتابعين لخطاب الداعية الشاب عمرو خالد ، ربما لأن بوابة خطابه حول السيرة النبوية ودروسها قد شبعت منها على مدار سنوات عمري التي خلت ، وربما لمشغوليات عديدة تحول بيني وبين أن أجلس ساعة أو ساعتين أستمع لمحاضرة في التليفزيون ، لكني لا أخفي إعجابي بهمته وإخلاصه وعبقرية الأداء التي تميز خطابه ، وقدرته الفذة على التواصل البسيط والعفوي مع الأجيال الجديدة ، وهو ما جعل له شعبية مذهلة ، حتى أنه عندما دشن موقعه الشخصي على شبكة الإنترنت أصبح هو الموقع الشخصي رقم واحد على مستوى العالم كله ، متفوقا على مواقع جميع نجوم العالم من أقصاه إلى أقصاه في السياسة والفن والرياضة والفكر والدين وغيرها ، نجاح عمرو يبدو أنه استفز بعض الأطراف التي لم تنل حظا يذكر من الشهرة والحضور الإعلامي والفكري فبدأت حملة تحرش عجيبة بالرجل ، فهو الداعية التليفزيوني ، والداعية الكاجوال ، وهو الداعية السطحي ، وهو الرجل الذي يفتي في الدين بدون تخصص ، رغم أن من يتهمه بذلك أمي دينيا ومع ذلك يفتي في الأصول والفروع ، وآخر الاتهامات ما انتشر من أن عمرو عاد إلى مصر لكي يمارس دورا سياسيا ، وربما يترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة وأن الحزب الوطني سيستفيد منه لدعم حملته الانتخابية ، وهي مانشيتات صحف مع الأسف في الأسابيع الأخيرة ، الطريف أن كل ذلك يقال والرجل خارج مصر أصلا ، ويقيم طوال شهر رمضان في المدينةالمنورة بالسعودية من أجل تقديم برنامج يومي على الهواء مباشرة طوال الشهر من خلال إحدى القنوات الفضائية ، بمعنى أنه سيعود وعليك خير بعد أن يكون مولد الانتخابات قد انفض أو أوشك ، كما أنه أعلن أكثر من مرة أنه غير مهتم بالشأن السياسي وأن رسالته أخلاقية وإنسانية ، وأنا لا أفهم معنى هذا التحرش الدائم بالرجل ، كما لا أفهم منطق من لا يعجبهم العجب ، فإذا ظهر شيخ أزهري صارم وجاد قالوا أنه ينفر الناس ، ويحتاج الناس إلى من يفهم لغة العصر ومشاعر العصر ومقتضيات العصر ، فإذا جاءهم الداعية الشاب الذي يفهم لغة العصر ويتقارب مع مشاعر الشباب قالوا أنه يسطح الدين ويتكلم في المواعظ ، وكذلك إذا نأى الداعية بنفسه عن المعترك السياسي وحصر خطابه في مجال الأخلاق وإحياء الروح والمشاعر الإنسانية الجميلة اتهموه بأنه يفرغ الحياة السياسية من طاقات الشباب ويعزز عزلتهم عن السياسة ، فإذا دخل في المعترك السياسي اتهموه بأنه يتاجر بالدين من أجل مشروع سياسي ، هناك أيضا بعض القوى ذات التوجهات الإيديولوجية يسوءها كثيرا أن يظهر شخص إسلامي يحقق حضورا جماهيريا ضخما في أوساط الكادحين كما في أوساط المترفين سواء ، وقديما كان أهلنا يضربون المثل في مثل هؤلاء المتنطعين بقولهم الجميل : ما لقوش في الورد عيب ، قالوا يا احمر الخدين ! هامش : فاتني في مقال أمس أن أذكر بكل العرفان والتقدير الجهد الرائع الذي قدمه الزميل الأستاذ فراج إسماعيل من خلال موقع العربية نت وقناة العربية دفاعا عن قضية ضحايا مذبحة طريق المطار وهي التقارير التي كان لها دور حاسم في إجبار أطراف رسمية كثيرة في مصر على التحرك وإصدار البيانات والاعتراف بالمأساة ، شكرا لك يا أستاذ فراج ولكل قلم شريف داخل مصر وخارجها . [email protected]