كشفت مصادر مطلعة داخل الحزب الوطني ل"المصريون" أن قيادة الحزب تدرس الآن خيارين للخروج بنتيجة مقبولة للانتخابات التشريعية . الخيار الأول هو إعطاء الضوء الأخضر لجماعة المنشقين عن الحزب بخوض الانتخابات مع إلغاء قرارات فصلهم التي أعلن عنها من قبل شرط العودة لصفوف الحزب فور نجاحهم . الخيار الثاني هو ممارسة تدخلات قاسية لتوجيه العملية الانتخابية في الدوائر التي يغلب عليها التيار الديني أو مرشحي المعارضة البارزين. لجنة السياسات ترفض الخيار الأول اعتقادا أن المنشقين عن الحزب والذين نجحوا بعيدا عنه لن يكون ولائهم للحزب مستقبلا. وترى لجنة السياسات أن الخيار الثاني ربما يكون الأنسب في الوقت الحالي خاصة بعد تزايد فرص نجاح الإخوان وجبهة المعارضة في تحقيق نتائج كبيرة. وقالت المصادر إن لجنة السياسات طلبت من كبار مستشاريها إعداد تصور حول إمكانية تنفيذ الخيار الثاني بما لا يؤثر على سمعة النظام في الخارج . وأكدت مصادر "المصريون" أن تزوير الانتخابات التشريعية أصبح خيارا مطروحا بقوة في أروقة قيادة الوطني ويعتبر في حكم المنتهى خاصة في الأقاليم , وإن كان من المؤكد أن تستثني محافظات القاهرة والإسكندرية نظرا لتركيز الإعلام والمراقبة الشعبية عليها. على الصعيد نفسه أصبح الحديث عن انشقاقات الحزب الوطني وانضمام أعضائه لجبهات المعارضة والإخوان من الأمور المألوفة الآن مما يزيد من مخاوف أمناء الحزب من تحقيق نتائج مقبولة ويخشى الحزب الوطني من فقد 50% من مقاعده في مجلس الشعب , وتتوقع مصادر مستقلة أن تحقق جماعة الإخوان 20% من مقاعد البرلمان إذا تمت الانتخابات في حيدة ونزاهة . لجنة السياسات حاولت أثناء زيارة إليزابث تشيني نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية إقناعها أن نجاح الإخوان بعدد كبير من المقاعد فى المجلس القادم يمكن أن يؤهلهم لترشيح أحدهم لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة , بما يعنى وجود نظام حكم إسلامي في مصر بعد سنوات قليلة . وتقول المصادر إن لجنة السياسات تبغي من وراء هذا الحصول على الضوء الأخضر من أمريكا لتزوير الانتخابات القادمة بزعم الحيلولة دون وصول الإسلاميين إلى السلطة , ولم تتلق لجنة السياسات أي رد يمكن أن تعتبره ضوء اخضر . وقالت المصادر إن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات ستحدد الطريقة التي سيتبعها الحزب الوطني لإخراج نتيجة الانتخابات . على صعيد آخر ومما يؤكد الانشقاقات داخل صفوف الوطني هو مقاطعة أعضاء الحزب لحفلات الإفطار الرمضانية التي تقيمها الأمانات العامة في المحافظات , وكان آخرها حفل السحور الذي دعا إليه الدكتور طارق القيعي رئيس المجلس المحلى للإسكندرية أول أمس ولم يحضره الدكتور سعيد الدقاق أمين الحزب الوطني بالإسكندرية ومعظم قيادات الحزب وأعضائه حيث بدت قاعة الحفل خالية. وقد تبادل الحاضرون بعض النكات التي تقول إن الحزب الوطني عليه أن يرفع شعار (التزوير هو الحل). في الوقت نفسه بدأ مرشحو الإخوان وجبهة التحالف من المعارضة والمستقلين نشاطا مكثفا وعقد الندوات والمؤتمرات الانتخابية في الوقت الذي مازال فيه أعضاء الوطني ينتظرون خطة التحرك التي ستعلنها لجنة السياسات .