أخيرا قالت منال الطيبى إنها ليست "دكتورة" وفقط حاصلة على الماجستير. جملة عابرة لا تساوى شيئا لأن العلم لا يقاس بالشهادات، لكن فى حالتها لها دلالة كبيرة، فمنذ بدأ اسمها يشتهر عقب استقالتها العنيفة من الجمعية التأسيسية والتى تعفف شيخ قضاة مصر عن قراءتها، يتم تقديمها فى برامج التوك شو بوصفها "دكتورة" دون ممانعة منها، إلى أن فاجأتها مداخلة عمرو فهمى فى برنامج محمود سعد بأنه لا يعرف دكتورة فى ماذا، مما أجبر الأخير أن يسألها عن دكترتها، وبدا أنه يسخر من فهمى لكنه فوجئ بقولها إنها ليست دكتورة! كيف نصدقها فى ما تقوله عن كواليس الجمعية وهى لم تصدقنا القول من تلقاء نفسها بأنها ليست من أصحاب "الدال"؟! وحتى لو كانت دكتورة فى "حتى"، فإننى لست مندهشا من خلال لقاءاتها التليفزيونية التى أغرقتنا فى الأيام الأخيرة إلا من دخولها الجمعية التأسيسية من الأساس، ثم اختيارها مقررا مساعدا للجنة الحقوق والحريات! اللجنة التى كشف عمرو فهمى عضو التأسيسية، وهو ليبرالى ينتمى لحزب غد الثورة أن أغلبيتها ليبراليون وعلمانيون وأقباط، عارضت اقتراح السيدة منال بوضع مادة الرق والعبودية والاتجار بالنساء والاستغلال الجنسي، وقد كشف فهمى لماذا عارضوها، لكنها – منال – تقيم الدنيا الآن ولا تقعدها. ترى أنها وحدها على حق، وكل هؤلاء التى اعترفت بأنهم ليسوا من التيار الإسلامى بل من الليبراليين والأقباط والنساء، شربوا شايا بالياسمين، يعنى بصريح العبارة تم رشوتهم من الإسلاميين! ليس من الطبيعى أن يغضب عضو وينسحب ويهاجم بضراوة لأن الأغلبية لم تتفق معه، فما بالك إذا كان الرفض بالإجماع؟! اتهمتهم فى مستواهم الثقافى لأنهم رفضوا مادة تحرم المهر الذى يعتبر ركنا إسلاميا هاما فى الزواج، ولأنها أرادت أن تمرر مادة تكرس الانقسام العرقي، وتفتح باب الشرعية للشواذ. كل ما ذكرته منال لا علاقة له بالدستور ولا بكتابته. وقد أظهر انسحابها فى ربع الساعة الأخير أنها أرادت أن ترمى سهم الشهرة بهجومها على التيار الإسلامى كما أكد عمرو فهمى الليبرالي. إنها تعترف بأن نساء الجمعية يعارضنها.. فهل هذا طبيعي؟.. وهل وحدها التى تعرف مصلحة المرأة فيما الأخريات يرغبن فى تحويلها إلى وعاء للرجل.. أى وعاء يا سيدة منال؟!.. هل الزواج الطبيعى يحولها إلى وعاء ورقيق ويجعلها ضحية لتجارة الجنس؟! ضيعت منال الطيبى وقت الجمعية فى مناقشة عبارات فضفاضة لا مكان لها من الإعراب.. فمصر لا تعرف الرق ولا سوق النخاسة ولا تجارة الجنس، وما تريده يؤدى فى النهاية إلى مجتمع مشوه. لقد كسبت شهرة وقبلها لم يكن أحد يعرف شيئا عنها. لكن إلى متى يستمر ذلك، وما الذى سيدفعه المجتمع نظير النوازع الشخصية للبعض؟! صدق شيخ القضاة المستشار الغريانى عندما وجه إليها الشكر على تقديم استقالتها.. لكن من الذى رشحها وعلى أى أساس؟! [email protected]