اهتمت الصحف الإماراتية اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالصراع العربي الإسرائيلي والمساعي الإسرائيلية لعرقلة طلب فلسطين لنيل عضوية كاملة في منظمة الأممالمتحدة . قالت صحيفة (الخليج) إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قدم خطة إسرائيل للتسوية وهي من وجهة نظره تلبي مطلب قيام الدولتين .. فإذا قبلها الجانب الفلسطيني تكون إسرائيل قد قامت بالتحرك اتجاه العملية السياسية .. أما إذا رفضها الفلسطينيون فيمكن لإسرائيل أن تتخذ "خطوات أحادية الجانب" في هذا المجال .. واصفة الدولة التي يتركها باراك للفلسطينيين بأنها "دولة مسخ" . وتحت عنوان (دولة مسخ) ، أضافت أن خطة باراك تنص على إخلاء المستوطنات العشوائية في الضفة الغربية والإبقاء على الكتل الاستيطانية الكبرى (أي نحو 320 ألف مستوطن) وهي موزعة على مختلف مناطق الضفة والاحتفاظ بكل المنشآت الاستراتيجية والإبقاء على تواجد عسكري على طول نهر الأردن . وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يرى أنه يتعين عليهم القيام بخطوات للبدء في الانفصال وترسيم حدود دولة إسرائيل بما يتلاءم مع مسار الجدار ومع الكتل الاستيطانية ".. وهو بذلك يريد أن يقول إن إسرائيل ستحتفظ بأكثر من 25\% من أراضي الضفة الغربية وبالمستوطنين الذين يحتلونها ولا يتحدث إطلاقا عن مصير القدس فهو يعتبرها كما غيره من القادة الصهاينة عاصمة أبدية لإسرائيل و طبعا لا يشير إلى حق العودة ولا إلى المياه ولا إلى السيادة باعتبار أن لا سيادة فلسطينية على أرض يتقاسمونها مع اليهود . وأكدت أن باراك بخطته هذه نسف كل قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بقيام الدولة الفلسطينية وحق العودة والانسحاب من الأراضي المحتلة ، كما أنه تجاهل مبادرة السلام العربية التي أطلقتها قمة بيروت عام 2002 القائمة على مبدأ (الأرض مقابل السلام) وكذلك طوى صفحة اتفاقات أوسلو ومعها الدعوات والمطالبات الخاصة بإقامة الدولتين . واختتمت (الخليج) قائلة "إن الدولة التي يتركها باراك للفلسطينيين هي "دولة مسخ" لا ترابط بين إقليمها الجغرافي مع إبقاء الاحتلال عليها من خلال المستوطنات والمواقع العسكرية ولا حق سياديا لسلطتها على أرضها .. لم يشهد التاريخ المعاصر قيام دولة على هذه الشاكلة إنما هو العقل الصهيوني المخاتل والمخادع الذي يقدم السم في الدسم" . وتحت عنوان (العضوية الكاملة) ، أعربت صحيفة (البيان) عن أملها في أن تنال دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأممالمتحدة .. قائلة "إن تعثر مساع فلسطينية في أي مجال علينا أن نفتش عن الإسرائيليين وهذا ما يحدث منذ قيام دولة إسرائيل على أرض الشعب الفلسطيني وحتى اليوم ، والتي كان آخرها وضع الاحتلال العصا في عجلة تقديم فلسطين طلب العضوية الكاملة من مجلس الأمن الدولي" . وأشارت إلى أنه رغم مرور عام إلا أن الطلب لم ينل الأصوات التسعة اللازمة لعرض الملف على التصويت في الأممالمتحدة علما بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت ستستخدم حق النقض ال" فيتو " إذا ما تم تأمين الأصوات الثمانية لدعم موقف الدولة الفلسطينية . وأشارت صحيفة (البيان) إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لخص الوضع حين قال " إن حل الدولتين هو الخيار الوحيد الملائم للسلام لكن استمرار نمو المستوطنات الإسرائيلية يعني أن الباب ربما يغلق للأبد ". وقالت "إن هذا القول ..جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة، المطلع على خفايا الأمور السياسية وما يتم طبخه دوليا في كافة القضايا الدولية العالقة وليس فقط القضية الفلسطينية". ورأت الصحيفة "أن القيادة الفلسطينية تجد نفسها اليوم أمام واقع أقل طموحا ولكنه مليء بالمتاعب أيضا فالحصول على صفة دولة غير عضو يتطلب تصويت غالبية الدول الأعضاء في الجمعية العامة ". وأعلنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن الرئيس عباس قد يطلب من الجمعية التصويت في شهر نوفمبر المقبل وإذا صح ذلك فإنها خطوة حسنة ستجنب الفلسطينيين الدخول في بازار الانتخابات الأمريكية المقررة في 6 نوفمبر حيث يتنافس طرفا الانتخابات على محاباة داعمي الاحتلال الإسرائيلي من ممولي الحملات الانتخابية.