قال خبراء ومحللون عسكريون، إن ما تشهده الحدود المصرية الإسرائيلية من توترات قد يؤدى إلى استمرار العملية العسكرية "سيناء" إلى 7 سنوات، وذلك بعد ثلاثة أيام من هجوم أسفر عن مقتل جندى إسرائيلى، وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى مقتل المسلحين الثلاثة منفذى الهجوم. وقال العميد صفوت الزيات، الخبير الاستراتيجى والعسكري، "إن المصريين يجب أن يهيئوا أنفسهم لتكرار مثل هذه العمليات فى سيناء وقرب الحدود مع إسرائيل"، متوقعًا أن يطول أمد العملية "لأكثر من 7 سنوات لاستعادة هيبة الدولة، وإنهاء تقصير أمنى دام طيلة 3 عقود". وتابع: "أننا أمام عمليات جهادية ومنظمات قادرة على المناورة والمراوغة فى مساحة سيناء الضخمة فى مساحة تبلغ حوالى 60 ألف كيلو متر، فى حين أن الاتفاقيات تقيد الوجود الأمنى المصرى"، كاشفًا أن هناك جماعات مخترقة من قبل "الموساد" بدليل أن إسرائيل لديها إنذار مبكر لما قد يحدث على أراضيها بفترة وجيزة، لكن العملية الأخيرة جاءت مفاجئة؛ لأن الجماعات الجهادية كثيرة ولديها أكثر من انتماء. واستبعد ما سماه "نظرية المؤامرة" فى تلك الحالة، لكنه رجح أن تكون هناك بوادر تصفية حسابات، مضيفاً أن العمليات تحتاج إلى قاعدة إنجازات موسعة وتنسيق دولى وإقليمى قد تشارك به الولاياتالمتحدة لكنه أشار إلى أهمية وجود إجراءات مؤقتة لانتشار العناصر المصرية على الحدود. متفقًا معه فى الرأى، قال اللواء الدكتور محمد قدرى السعيد، رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، إن العمليات العسكرية فى سيناء قد تستمر لعدة سنوات للقضاء على العناصر الإرهابية. وأوضح، أن الوضع الحالى يشير إلى أمرين: إما أن تبدو القوات المسلحة منتصرة على تلك العناصر أو أن الجانب الآخر متربص ولا يزال يعمل ويمارس أنشطته وعملياته بشكل ممنهج، وأن الأمر فى كلا الحالين سيحتاج مزيدًا من الوقت. من جهة أخرى، استبعد اللواء حسام سويلم، الخبير العسكرى والإستيراتيجى، أن يكون هناك أى تواجد لعناصر تابعة للحرس الثورى الإيرانى فى سيناء، كاشفاً عن أن ما يوجد فى مصر هو الحرس الثورى المصرى، الذى أعلن عن نفسه فى وقت سابق. لكنه أشار إلى أن الحرس الثورى الإيرانى يتواجد فى غزة سواء بالتمويل أو الدعم البشرى لمساعدة العناصر الجهادية فى مواجهتها مع إسرائيل. ولفت إلى أن هذه العناصر الإيرانية تعلم أنها لا يمكنها أن تمر إلى الجانب المصرى عبر الأنفاق، مضيفاً "أنهم يعلمون أن وجودهم فى سيناء سيقابل بالقبض عليهم من قبل قوات الأمن المصرى مثلما حدث فى سوريا". وتحدث عن وجود علاقات قوية مع تنظيمات فى الداخل المصرى، مثل جماعة الإخوان المسلمين فى إشارة إلى تصريح كمال الهلباوى، المتحدث الرسمى السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين فى الغرب، بأن هناك رغبة فى مصر فى العمل مع إيران فى وقت سابق. بدوره، اعتبر محمد جمعة، الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، أن الحادث الحدودى الأخير فى منطقة الحدود يعنى أن سيناء أصبحت محور خطير على العلاقات المصرية الإسرائيلية، وتكرار مثل هذه الحوادث يؤكد أننا أمام منطقة خارج سيطرة الإدارة المصرية. وأضاف: الوضع الحالى فى سيناء وإصرار المسلحين على الاستمرار فى عملياتهم قد يضع مصر أمام مواقف ليست فى أولويتها فى الوقت الحالى؛ لأن مثل هذه المواقف قد تتطرق إلى أن تعطى فرصة لإسرائيل بالرد على المسلحين باحتلال الشريط الحدودى أو بإقامة عمليات مضادة باتجاه الجانب المصري. وأشار إلى أن مصر فى هذه الحالة ستضطر إلى اتخاذ مواقف رادعة ضد أى اعتداء إسرائيلى، مشددًا على أهمية قيام الإدارة المصرية بالتعجيل فى طلب تعديل الملحق الأمنى فى معاهدة السلام تحديدًا فى المنطقة "ج"، مشددًا على أنه من حق مصر إدخال قواتها إلى سيناء فى حال رفض إسرائيل تعديل المعاهدة.