كان السلفيون قبل ثورة 25 يناير مغمورين وإن كانوا بالفعل متواجدين فى المساجد يقرأون القرآن ويتدارسون العلم من قرآن وسنة وعلوم الحديث بأنواعها من مصطلح وعلم رجال وجرح وتعديل وغير ذلك.. لكن السلفيين غير منظمين بمعنى أنك لو أردت جمعهم لا تستطيع.. وإن كان جميعهم يتفق فى الزى من حلق الشارب أو تقصيره وإطلاق اللحية كاملة دون أخذ شىء منها – خلافًا للإخوان الذين يقصرونها أو يهذبونها أو يساوونها- السلفية فى القاهرة يختلفون عن السلفيين فى الإسكندرية.. حيث سلفيو إسكندرية سلفية جهادية، فهم إلى الجماعة الإسلامية أقرب من سلفيى القاهرة.. لكن الجميع من السلفيين يسيرون على نهج النبى صلى الله عليه وسلم.. ويفهمون الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة رضى الله عنهم.. السلفية مدارس كثيرة فهى تختلف عن الإخوان المسلمين فى اهتمامهم بالعلم وبعدهم عن السياسة حيث كانوا يعتبرون الديمقراطية كفرًا.. لأنها – الديمقراطية- تعنى أن يحكم الشعب الشعب، نفسه بنفسه.. وذلك قبل الثورة لما لاقوه من تعذيب واعتقالات فى سجون أمن الدولة.. والسلفيون منهجهم لا حكم إلا لله.. بل آيات المائدة الثلاث: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، و"الفاسقون"، و"الظالمون"، فبالتالى هى كفر.. وإلى وقتنا هذا هناك من السلفيين من يعترض على الثورة ولم يغير موقفه من حرمة الخروج على الحاكم، وعلى رأسهم الشيخ "محمد رسلان" بالمنوفية الذى له اتجاه خاص بنفسه وتلامذته خلافًا لكل السلفيين بمصر إلا الشيخ "أسامة القوصى".. وهو من سلفيى القاهرة واتهمه بعض شيوخ السلفية بالإرجاء، ورد هو عليهم متهمًا إياهم بالخوارج.. والقوصى بينه وبين سلفيى القاهرة "ما صنع الحداد" خاصة الشيخ "فوزى السعيد" الشيخ العابد.. خطيب مسجد التوحيد بغمرة.. الذى ينفق- المسجد- على 1300 أسرة تقريبًا، وغيره من السلفيين، الذين أيدوا الثورة المباركة.. أريد أن أقول إن السلفية مدارس ولكل مدرسة شيخ أو شيوخ، ولكن لكل شيخ تلامذته ومريدوه ومحبوه.. وكثير من المريدين من يغالى فى حب الشيخ- وذلك من المريدين غير المتعلمين- فيصلون بحبهم للشيخ لدرجة أكبر من الحب فى الله، ومن ذلك ما رأيناه على الفيس بوك وتويتر عند مرض شيخنا الجليل والمحدث "أبو إسحاق الحوينى" - أسأل الله عز وجل أن يتم شفاءه عليه- رأيت وقرأت كلامًا لو رآه الشيخ لاستغفر لهم وأجهش بالبكاء، تفهم منه أن الشيخ لو مات – لا قدر الله- سيهدم الإسلام وينتهى بموته.. فالمغالاة فى حب الشيوخ أكثر من الصوفيين أنفسهم، وذلك عند المريدين وليس طلبة العلم.. أما بالنسبة لطلبة العلم فمنهم من يجعل الشيخ فى المقدمة قبل الآية والحديث، وذلك التعصب الأعمى، الذى لا يرضى عنه الشيوخ. السلفيون لكل منطقة تقريبًا شيخ وشيخان فمثلاً منطقة إمبابة – جمهورية إمبابة سابقاً- ومعقل الجماعة الإسلامية، من أشهر شيوخها الشيخ بدر محمد بدر، والشيخ محمد على ولهما تلامذة ومحبون.. وأصل الشيخين والتلامذة جماعة إسلامية وهما يحبان الجماعة إلى اليوم ويبديان لها حنينًا خاصة الشيخ بدر محمد بدر. الجمعة الماضى بمسجد القائد إبراهيم بمدينة الإسكندرية وبعد خطبة الشيخ المحلاوى.. تحدث قادة الجماعة الإسلامية الدكتور عاصم عبد الماجد، والدكتور عبود الزمر، والدكتور طارق الزمر، فى مؤتمر بالمسجد جمع الناس، ووضحوا للناس كيف يثورون ويغارون على النبى صلى الله عليه وسلم دون أن يتعرضوا لهيبة الدولة أو الرئيس مرسى.. كم كان هؤلاء الناس يفهمون فى السياسة والدين.. أعيب على الرئيس مرسى أن يحرم هؤلاء الرجال من أى مناصب فى الرئاسة أو الحكومة رغم أنهم سبب رئيسى فى اكتساح الرئيس مرسى فى الصعيد كافة.. شباب الجماعة الإسلامية عندهم تكتيك عالٍ جدًا عن شباب السلفية والإخوان.. نريد أن يأخذوا حظهم.. فهم فى الأمن يؤمنون مصر وحدهم، وفى الاقتصاد أساتذة، وهذان أهم عنصرين تريدهما مصر الآن. كم أنتم محترمون أيها الجماعة الإسلامية.. تحملتم الكثير والكثير ولكنكم تعلمتم كيف تكونون قادة.. لكنى أرجو ألا تتعصبوا للشيوخ أكثر من الدليل، فيكون الشيخ هو المرجع قبل الدليل.. فالسمع والطاعة فيما يرضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. أريد من أفكاركم أن توحدوا شباب الأمة خاصة الإخوان المسلمين والسلفيين.. والجماعة الإسلامية، خاصة بعد أن توحد الليبراليون والعلمانيون ضد الإسلاميين.. أفيقوا يرحمكم الله.