دعا الرئيس العراقي برهم صالح إلى التحقيق في استهداف مسلحين مجهولين لمكاتب وسائل إعلام، خلال اليومين الماضيين، في هجمات يبدو أنها كانت "منسقة" للحيلولة دون تغطية الاحتجاجات المناهضة للحكومة. جاء ذلك خلال اجتماعه، الأحد، مع رئيس مجلس النواب (البرلمان) محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، حسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع). وذكرت الوكالة أن الاجتماع بحث "ملف مكافحة الفساد وحماية الإعلاميين". وأكد الرئيس العراقي، خلال اللقاء، "متابعة إجراءات التحقيق لمعرفة المتسببين باستخدام العنف ضد المتظاهرين والقوات الأمنية". كما طالب ب"ضرورة فتح تحقيق باعتداءات من قبل مجهولين طالت بعض وسائل الإعلام". وتعرضت مكاتب عدة قنوات تلفزيونية عراقية وعربية لهجمات من قبل مسلحين مجهولين في بغداد. وعمد المهاجمون إلى الاعتداء بالضرب على العاملين فيها وكسر معداتهم الصحفية على مدى اليومين الماضيين، من دون معرفة هوياتهم. وجاءت الهجمات في خضم الفوضى وأعمال العنف التي تخللت احتجاجات مناهضة للحكومة. وفي وقت سابق الأحد، قالت وزارة الداخلية إن 104 أشخاص بينهم 8 من أفراد الأمن قتلوا وأصيب أكثر من 6 آلاف آخرين بجروح خلال الاحتجاجات. وبدأت الاحتجاجات، الثلاثاء، من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية. ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لاستقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات. ويتهم المتظاهرون قوات الأمن بإطلاق النار عليهم، فيما تنفي الأخيرة ذلك وتقول إن "قناصة مجهولين" تطلق الرصاص على المحتجين وأفراد الأمن على حد سواء لخلق فتنة. ولم تتمكن الحكومة من كبح جماح الاحتجاجات المتصاعدة رغم فرض حظر التجوال يومي الخميس والجمعة. ويحتج العراقيون، منذ سنوات طويلة، على سوء الخدمات العامة الأساسية من قبيل الكهرباء والصحة والماء فضلا عن البطالة والفساد، في بلد يعد من بين أكثر دول العالم فسادا، بموجب مؤشر منظمة الشفافية الدولية على مدى السنوات الماضية. -