لم يحتمل المثقفون الحظائريون مجرد بيان يصدره المثقفون الإسلاميون احتجاجًا على انحياز السلطة لهم فى لقاء الرئيس بالمثقفين والفنانين فى 6/9/2012، ودعوة مَن كان يجلسون حول مبارك فى لقاءاته واحتفالاته، ويناصرون استبداده وفاشيته، ويتغنون ببطولاته وأمجاده بوصفه "النسر الأعظم" كما وصفه أحدهم، وأنه الرجل الذى "طبطب" على أحدهم فى أحد اللقاءات فراح يتغنى بهذه "الطبطبة" فى شتى المناسبات، ويعدها إنعامًا إلهيًا فرعونيًا على شخصه الحظائرى! سأترك القارئ مع التحقيق الذى أجرته معهم مجلة روز اليوسف اليسارية فى 13 سبتمبر 2012، وقدمته تأييدًا لهم ومشاركة لأفكارهم، وأسأل القارئ الكريم إن كان يرى أن هؤلاء القوم يؤمنون حقا بحرية الفكر والتعبير التى صدعونا بها ؟ أو إنهم مشغولون بذواتهم المنتفخة إلى حد الانفجار، مع أنهم كانوا فى معية الرئيس المخلوع والمجلس العسكرى عبيدًا مخلصين، يكاد بعضهم أن يلمع البيادة، ويسجد تضرعًا وقربانًا، ولن أتدخل بالتعليق إلا بالنزر اليسير. يقول محرر التحقيق فى مقدمته: "يفاجئ كل يوم المتشددين ( كذا ؟) من أتباع التيار الإسلامى الوسط الثقافى بالكثير، بما ينبئ بأن المثقفين مقبلون على صدام، فبعد لقاء المثقفين والفنانين بالرئيس محمد مرسى؛ أصدر عدد ممن أطلقوا على أنفسهم "المثقفين الإسلاميين" (؟) بياناً يستنكرون فيه تجاهل الرئيس مقابلتهم واهتمامه بلقاء الفنانين وبعض الكتاب الذين ينتمون للفكر العلمانى واليساري، أيضًا أصدر الشيخ حافظ سلامة بياناً ينتقد فيه لقاء الرئيس بالفنانين، الجدل حول اللقاء لم يتوقف على المتشددين فقط، بل وصل إلى صفوف المثقفين أيضًا، فمنهم من يرى أن اختيار الأسماء حدث بشكل عشوائى، وتم تجاهل المثقفين الحقيقيين.. وتعليقاً على هذه البيانات التى تستهدف الثقافة(؟) استطلعنا آراء عدد من المثقفين حولها. استنكر الدكتور (...) التداخل الذى وصفه بالمفتعل بين مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة والتيارات السلفية، وقال: الرئيس مرسى جاء إلى سُدة الحكم بطريقة شرعية، ولكن حزب الحرية والعدالة يقدم نفسه كأنه المنفرد بتسيير الأمور.. وأضاف: الرئيس التقى مجموعة من المثقفين وتم اختيارهم بشكل عشوائى وأغفل المثقفين الحقيقيين فى الجامعات المصرية وأهل الاختصاص فى العلوم والإدارة والقضاء والاقتصاد والسياسة والطب والكيمياء وغيرها من المجالات، هؤلاء هم المثقفون الحقيقيون، وهناك مفارقة أن يتم الاجتماع بالمثقفين، وفى نفس الوقت تتم مصادرة بعض الصحف وغلق بعض القنوات، إن هؤلاء المثقفين الذين ذهبوا للقاء الرئيس لا يمثلون المثقفين المصريين، فالثقافة المصرية أخطر وأعظم من أن يمثلها هؤلاء ( هذا الكلام فى مجمله معقول)، والبيانات التى صدرت مؤخرًا تستنكر الحوار مع المثقفين تعد من الجاهلية الأولى والبعض وصفه بأنه لقاء اليساريين والعلمانيين وأن الرئيس مرسى بهذا اللقاء تخلى عن أنصاره وقابل مثقفى حظيرة فاروق حسنى. الدكتور ( ...) رفض التعليق واكتفى بقوله: لقد عرضت علىّ العزومة بالكامل، وأرفض الآن تناول عظمة من بقايا الوليمة، والمعنى فى بطن الشاعر(واضح أن المذكور ينظر إلى المسألة من منظور بطنه!). الدكتور (...) قال: هم لا يستحقون الحوار لأن مجرد الرد عليهم يعنى الاعتراف بوجودهم، وهم أيضًا لا يستحقون الهجوم عليهم، وأنا أربأ بنفسى وإنسانيتى أن أنزل إلى مستوى هؤلاء لأنهم أناس خارج الزمن لهم قانونهم الخاص المغاير لقوانين الحياة (لماذا يا حضرة الماركسى الحظائرى؟ ثم من أنت لتحكم على من اعترف الشعب بهم، وأشاد بإنجازاتهم كبار مثقفى العالم من غير الشيوعيين؟ هداك الله!). السيناريست ( ... ) قال: هذه الفئة ليسوا مثقفين(؟)، ولكنهم يعيشون فى القرن الثالث قبل الهجرة، فهذه البيانات لا قيمة لها، ولابد أن يحاسبوا على هذا الكلام (؟)، وهم أناس لا يجب مناقشتهم لأنهم خارج الزمن، وسيظلون خارج الزمن، فلم يقل أحد مثل هذا الكلام من قبل، ولن يقوله أحد فى المستقبل، ولن يتكرر فى تاريخ البشرية (!!) ( لماذا هذه النرجسية أيها الناصرى كاتب التمثيليات المزيفة للتاريخ من أجل سيدك المهزوم دائمًا؟ وبأى حق تحكم على هذه الفئة بأنهم غير مثقفين وقد أفنى بعضهم حياته من أجل العلم والمعرفة ولم يقف على أبواب العوالم والغوازى؟ ليتهم عاشوا فى القرن الثالث الهجرى الذى كان يمتلئ بالعلماء والفقهاء والفلاسفة والرواة والكتاب والشعراء ويبشر بأبى الطيب المتنبى.. بئست الثقافة التى تنتسب إليها!). الناقد ( ... ) قال: لقد حضرت لقاء الرئيس مرسى وخرجت منه بانطباعات إيجابية جدًا تتناقض بمقدار مائة وثمانين درجة عما كان فى ذهنى من قبل ( الحمد لله !)، وهؤلاء ( يقصد المثقفين الإسلاميين!) أعلنوا إفلاسهم بهذه البيانات، وهو تعبير عن تصرف العاجز عن التعايش مع المجتمع من حوله واستيعاب الآخر وفهم أبسط أوليات العلم والحضارة ويؤكد أنهم "كلاكيع" مجمدة قادمة من متحف العصور الوسطى وليس لها مكان فى هذا العصر ( أدبك فى الشتائم رفيع يا حضرة الماركسى الحكومى!. . من الذى أعطاك حق حرمان الأغلبية من التعبير عن نفسها، وكيف لك أن تحكم عليهم وأنت جهول لا تستطيع أن تكتب ما كتبوا ولا أن تقف المواقف التى وقفوها ضد سيدك المخلوع؟ يا لك من صاحب ادعاء عريض!) أما الروائى (...) أكد أن هذه البيانات فيها الكثير من الجهل والتطاول على المثقفين المصريين ( يقصد الشيوعيين من أمثاله !) وتساءل: إذا لم يجلس الرئيس مع المثقفين( ؟) فمع من يجلس؟ للأسف نحن نعيش حالة من التخلف الحضارى الفاضح ترجع جذوره إلى العام 1954عندما حكم العسكر مصر بعد انقلاب ذلك العام لأنه أوقف التطور الحضارى الطبيعى الذى كان الشعب المصرى يتصاعد فى سلمه، ونحن الآن نجنى العلقم من جراء هذا الانقلاب، وما زالت قوة الدفع لعصر الظلام مسيطرة وتقودنا إلى أسفل، وتصاعد مثل هذه البيانات فهذا أمر طبيعى وللأسف يكاد التاريخ يعيد نفسه عندما تم اغتيال الشيخ الذهبى وفرج فودة، وتعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال فاشلة، كما نعانى أيضًا من الاغتيالات المعنوية ( يا من تصف المثقفين الإسلاميين بالجهل والتطاول.. ماذا فعلت فى أمريكا لفصل النوبة عن مصر؟ هذا يكفى!). هذا نمط من تفكير الذين ينادون بحرية التفكير ليسبّوا الذات الإلهية وينشرون الإباحية باسم التنوير.. إنهم يريدون الحرية لهم وحدهم، ووزارة الثقافة أو عزبة الثقافة لهم وحدهم، ولقاء الرئيس معهم وحدهم.. يا لكم من مستنيرين؟